واكتفى بأجمعين عن بقيّة الألفاظ لاشتراكهما في جميع الأحكام وقوله : لا يؤكّد به النكرات ، يعني بالتأكيد المعنويّ لأنّ البحث فيه وسببه أنّ هذه الألفاظ معرفة فلو وقعت تأكيداً للنكرة لتناقض الكلام إذ المؤكَّد حينئذٍ يقتضي العموم والمؤكِّد الخصوص.

واعلم أنّ أكتع وأبتع وأبصع كلّها بمعنى أجمع ، وأنّها لا تذكر بدون أجمع إلّا على ضعف ، ولا تقدّم عليه وفائدة التأكيد أمن المتكلّم عن فوات مقصُوده ، أمّا في اللفظيّ فلأنّه إذا قال : جاءني زيدٌ مثلاً فربّما لا يسمعه المخاطب أوّل مرّةٍ فيفوت مقصوده فإذا اُكّد أمن عن ذلك ، وأمّا في المعنويّ فلأنّه إذا قال : مررت بزيد مثلاً فربّما بتوهّم السامع أنّه إنّما مرّ بمنزله ، وقال مررت بزيد مجازاً ، فإذا أكّده بنفسه يعلم أنّه أراد الحقيقة لا المجاز ويحصل المقصود به.

قال : والصفة نحو : جاءني رجل ضارب ومضروب وكريم وهاشميّ وعدل وذو مال.

أقول : الثاني من التوابع الصفة ، ويقال له الوصف والنعت ، وهو إمّا مشتقّ أو في معناه والمشتقّ إمّا اسم فاعل نحو : جاءني رجل ضارب أو اسم مفعول نحو : جاءني رجل مضروب ، أو صفة مشبّهة نحو : جاءني رجل كريم. وما في معنى المشتقّ إمّا مفرد أو مركّب ، والمركّب إمّا إضافيّ أو غيره ، فالمركّب الغير الإضافي نحو : رجل هاشميّ أي منسوب إلى هاشم ، والمفرد نحو : رجل عدل أي عادل ، والمركّب الإضافيّ نحو : رجل ذو مال أي متموّل. وفائدة الصفة في المعارف « التوضيح » نحو : جاءني زيدٌ الظريف ، وفي النكرات « التخصيص » نحو : جاءني رجلٌ عالم.

۶۳۲۱