و «أمْ» على قسمين : متّصلة وهي ما يسأل بها عن تعيين أحد الأمرين والسائل عالم بثبوت أحدهما مبهماً ، بخلاف أوْ وإمّا فإنّ السائل بهما لا يعلم بثبوت أحدهما أصلاً. ويستعمل بثلاثة شرائط :

الأوّل أن يقع قبلها همزة نحو : أزَيْدٌ عِنْدَكَ أمْ عَمْروٌ ؟

والثاني : أن يليها لفظ مثل ما يلي الهمزة. أعني إن كان بعد الهمزة اسم فكذلك بعد أمْ كما مرّ ، وإن كان فعل فكذلك نحو : أقامَ زَيْدٌ أمْ قَعَدَ عَمْروٌ ، فلا يقال : أرَأَيْتَ زَيْداً أمْ عَمْراً ؟

الثالث : أن يكون ثبوت أحد الأمرين المتقاربين محقّقاً ، وإنّما يكون الاستفهام عن التعيين فلذلك وجب أن يكون جواب أمْ بتعيين دون نَعَمْ أو لا ، فإذا قيل أزَيْدٌ عِنْدَك أمْ عَمْروٌ ؟ فجوابه بتعيين أحدهما. أمّا إذا سئل بأوْ وإمّا فجوابه نَعَمْ أو لا.

ومنقطعة : وهي ما يكون بمعنى «بَلْ» مع الهمزة كما لو رأيتَ شبحاً من بعيد وقلت إنّها لَإبِلٌ على سبيل القطع ، ثمّ حصل الشكّ إنّها شاة فقلت أم هي شاة ، وتقصد الإعراض عن الإخبار الأوّل واستئناف سؤال آخر معناه بل أهي شاة.

واعلم أنّ «أمْ» المنقطعة لا تستعمل إلّا في الخبر كما مرّ وفي الاستفهام نحو : أعِنْدَك زَيْدٌ أمْ عندك عَمْروٌ ؟

و «لا» و «بَلْ» و «لكِنْ» جميعاً لثبوت الحكم لأحد الأمرين معيّناً.

أمّا «لا» فتنفي ما وجب للأوّل عن الثاني نحو : جاءني زَيْدٌ لا عَمْروٌ.

و «بل» للإضراب عن الأوّل نحو : جاءني زَيْدٌ بَلْ عَمْروٌ ، ومعناه بل جاء عمروٌ. و «لكنْ» للاستدراك نحو : قامَ بَكْرٌ لكِنْ خالِدٌ لَمْ يَقُمْ.

* * *

۶۳۲۱