مصدراً لانّ الاوّل ساكن فلا يسكن لأنّا نقول انّه لمّا ذكر انّ المتحرّك يسكن عند ادغامه علم منه أنّ بقاء الساكن بحاله بالطريق الأولى [ وذلك ] أي الإدغام [ واجب في ] الماضي والمضارع من الثلاثي المجرّد مطلقاً ومن المزيد فيه من الابواب الّتى يذكرها ما لم يتّصل بها الضمائر البارزة المرفوعة المتحرّكة ، فأن اتّصلت ففيه تفصيل يذكر فعبّر عمّا ذكرنا بقوله [ نحو : مَدَّ يَمدُّ وأعدَّ يعدُّ وانْقَدَّ ينقدّ واعْتَدّ يَعْتَدّ ] ولمّا كان هاهنا افعال يجب فيها الإدغام مثل المضاعف وإن لم تكن مضاعفا ذكرها استطراداً بين ذلك لكنّه خلطها وكان الأولى أن يميّزها.

فقال : [ واسْوَدَّ يَسْوَدُّ ] من باب الاِفْعِلال [ واسْوادّ يَسْوادُّ ] من باب الافعيلال وليسا من باب المضاعف لانّ عينهما ولامهما ليسا من جنس واحد ، فإنّ عينهما الواو ولامهما الدال [ واسْتَعَدَّ يَسْتَعِدُّ ] مضاعف من باب الاستفعال [ واطْمَاَنَّ يَطْمَئنُّ ] أي سكن اطميناناً وطُمانينَةً ليس من باب المضاعف ، لانّ عينه الميم ولامه النون وهو من باب الافعللال كالإقشعرار [ وتَمادَّ يَتَمادُّ ] مضاعف من باب التّفاعل فيجب في هذه الصور الإدغام لاجتماع المثلين مع عدم مانع من الإدغام وكذا إذا لحقها تاء التأنيث نحو : مدَّتْ واعَدَّتْ وانْقَدَّتْ الخ.

[ وكذا هذه الافعال ] الّتى يجب فيها الإدغام إذا بنيتها للفاعل يجب فيها الادغام ايضاً [ اذا بنيتها للمفعول ] ماضياً كان أو مضارعاً [ نحو : مُدُّ ] والاصل مُدِدَ [ ويُمَدُّ ] والاصل يُمْدَدُ وكذا تُمَدُّ واُمَدُّ ونُمَدُّ و [ كذا نظائره ] أي نظائر : مُدَّ يَمُدُّ كَاُعدَّ يُعَدُّ وانْقُدَّ يُنْقَدُّ فيه ، واعْتُدَّ يُعْتَدُّ بِهِ واسْتُعِدَّ يُسْتَعَدُّ وتُمُودَّ يُتَمادُّ بالتقاء الساكنين على حدّه وكذا البواقي فهذه هي الابواب الّتي يدخل فيها الإدغام وما بقي فبعضه لم يجيء منه المضاعف وبعضه جاء ولكن ليس للإدغام اليه سبيل نحو : مَدَّدَ يُمَدِّدُ في التفعيل وتَمَدَّدَ

۶۳۲۱