اصله امللت قلبت اللام الاخيرة ياء لثقل اجتماع المثلين مع تعذّر الادغام بسكون الثاني ، وامثال ذلك كثيرة في الكلام نحو : تَقَضَّى البازي أى تقضّض ، وحَسَيْت بالخير أي حَسَست به ، وتَلَعّيتُ به أي تلعّعت.

وكذا الرباعي نحو : مهمهت أي معمعت ، ودَهْدَيْت أي دَهْدَهْت ، وصَهْصَيْت أي صهصهت وامثال ذلك [ و ] لانّه يلحقه [ الحذف كقولهم : مِـَسْتُ وظِـَلْتُ] بفتح الفاء وكسرها [ واحست أي مسست ، وظللت واحسست ] يعني إنّ اصل مست مَسِسْت بالكسر فحذفت السين الاُولى لتعذّر الإدغام مع اجتماع المثلين والتخفيف مطلوب واختص الاُولى بالحذف لانّها تدغم ، وقيل : حذفت الثانية لأنّ الثقل إنّما يحصل عندها وأمّا فتح الفاء فلانّه حذفت السين مع حركتها فبقى الباقي مفتوحة بحالها وامّا الكسر فلانّه نقل حركة السين الى الميم بعد اسكانها وحذفت السين فقيل : مِسْتُ بكسر الميم ، وكذلك ظلت بلا فرق واصل احَسْت احْسَست نقلت فتحة السين الى الحاء وحذفت احدى السينين فقيل احست ، وانشد الاخفش :

مِسْنَا السماء فَنِلْناها ودامَ لَنا

حَتّىٰ نَرىٰ احَداً يَمشى وَشهلانا

وفي التنزيل : فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (١) ، وروى أبو عبيدة قول أبي زبيد : خَلا انَّ الْعِتاقَ من المَطايا اَحَسْنَ به فَهُنَّ الَيْهِ شوسٌ وهذا من الشواذ للتخفيف ، قال في الصحاح : مِسْتُ الشيء بالكسر امَسهُ بالفتح مَسّاً فهذه اللغة الفصيحة.

وحكىٰ ابو عبيدة : مَسْتُ الشيء بالفتح اَمُسُّه بالضم اَمِسّه بالكسر ، ويقال : ظِلْتُ افْعَل كذا بالكسر ظَلُولاً إذا عملته بالنهار دون الليل ، واحَسْتُ بالخير واحْسَسْتُ أي ايْقَنْتُ به ، وربّما قالوا : اَحْسَسْتُ بالخير وحسيت يبدّلون من السين ياء ، قال ابو زبيد : حَسَيْنَ به فَهُنَّ الَيْه شُوسٌ ، فلمّا

____________________________

(١) الواقعة : ٦٥.

۶۳۲۱