الياء والنون فلم يحذف الياء لما مرّ بل حرّك الياء بالكسر لكونه مناسباً له وهي نهي المخاطبة.

[ ولَتُبْلَوُنَّ ] أصله لَتُبْلَوونَ فَاَعلّ إعلال تخشون فقيل : لَتُبْلَوْنَ واُدخل نون التأكيد وحذفت نون الاعراب وضُمّت الواو كما في لا تَخْشَوُنَّ وهو فعل جماعة الذكور المخاطبين مبنيّاً للمفعول من البلاء وهو التجربة [ وامّا تَرَيِنَّ ] اصله تَراَيينَ على وزن تَفْعَلِينَ حذفت همزته كما سيجيء فقيل : تريينَ ثمّ حذفت كسرة الياء ثمّ الياء لالتقاء الساكنين ولك ان تقول في الجميع قلبت الواو والياء الفاً لتحرّكهما وانفتاح ما قبلهما ثمّ حذفت الالف وهذا أولى وايّاك أن تظنّ المحذوف واو الضمير وياؤه كما ظنّ صاحب الكواشى في تفسيره ، فإنّه من بعض الظّن بل المحذوف لام الفعل لأنّه أولى بالحذف من ضمير الفاعل وهو ظاهر وقيل : تَرينَ فادخل عليه إمّا وهي من حروف الشرط فحذفت النون علامة للجزم فالحق نون التأكيد وكُسِرَ الياء ، ولم يحذف لما ذكر في لا تخشيّن فصار إمّا ترين وقد أخطأَ من قال : حذفت النون لأجل نون التأكيد لانّه لا يلحقه قبل دخول إمّا لما تقدّم في اوّل البحث ، وكذا لا تخشونّ ولا تخشينّ بخلاف لَتُبْلُونّ ، فإنّه لحقه لكونه جواب القسم وعلى هذا الخفيفة نحو : لا تَخْشَوُنْ ولا تَخْشَيِنْ ولم يقلب الواو والياء من هذه الامثلة الفاً لانّ حركتهما عارضة لا اعتداد بها وهذا هو السر في عدم إعادة اللام المحذوفة حيث لم يقل لا تخشاوُن.

وقال المالكي : حذف ياء الضمير بعد الفتحة لغة طائفة نحو : اِرْضَنَّ في اِرْضَى ، وكذا لا تَخْشَنَّ في لا تخشى [ ويفتح مع النونين آخر الفعل إذا كان ] الفعل [ فعل الواحد ] والواحدة الغائبة لانّه أصل لخفّته فالعدول عنه إنّما يكون لغرض [ ويضمّ ] آخر الفعل [ اذا كان ] الفعل [ فعل جماعة

۶۳۲۱