إليه الكتاب والسّلاح وقال له : يا بنيّ أمرنى رسول الله (ص) أن أوصى إليك كتابى وسلاحى كما أوصى إلى ودفع إلى كتابه وسلاحه ، وأمرنى أن آمرك إذا حضر الموت أن أن تدفعها إلى أخيك الحسين ، ثمّ أقبل على الحسين وقال : أمرك رسول الله (ص) أن تدفع إلى ابنك هذا ، ثمّ أخذ بيد على بن الحسين فقال : وأمرك رسول الله أن تدفع إلى ابنك محمد فأقرئه من رسول الله ومنّى السّلام ، وهكذا نصّ كلّ سابق على اللّاحق بالخلافة والإمامة نصّا متواتر إلينا كما تقرّر عند المحقّقين.

وأيضا ثبت إمامة الأئمّة الأحد عشر بالأدلّة السّابقة أى بخلاصة الأدلّة المذكورة فيما سبق صريحا فى إمامة أمير المؤمنين (ع) وهى النّص المتواتر من النّبيّ (ص) والأفضليّة والعصمة.

أمّا النّص المتواتر من النّبيّ على إمامة هؤلاء الأئمة فكقوله (ص) لابى عبد الله الحسين : هذا إمام بن إمام اخو إمام ابو أئمة التّسعة تاسعهم قائمهم ، وكحديث جابر بن عبد الله الانصارى وهو أنّه لما نزل قوله تعالى :  ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قلت : يا رسول الله عرفنا الله فأطعناه ، وعرفناك فاطعناك ، فمن أولى الأمر الّذين أمرنا بطاعتهم فقال : هم خلفائى يا جابر وأولياء الأمر بعدى أوّلهم أخى عليّ ، ثمّ من بعده الحسن ولده ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن على وستدركه يا جابر فإذا ادركته فأقرئه منى السّلام ، ثم جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ على بن موسى الرّضا ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ محمّد بن الحسن صاحب الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

وكما روى عن ابن عبّاس انّه قال رسول الله (ص) : خلفائى وأوصيائى وحجج الله على الخلق بعدى اثنى عشر أوّلهم أخى وأخرهم ولدى ، قيل يا رسول الله من اخوك قال عليّ بن ابى طالب (ع) ، قيل من ولدك قال المهدىّ الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، والّذي بعثنى بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدّنيا إلا يوم واحد يطول الله تعالى ذلك اليوم حتّى يخرج فيه ولدى المهدىّ فينزل روح الله عيسى بن مريم (ع)

۲۹۲