فلا يوثق ـ إذن ـ فيما جرت عليه السيرة بأنّ المدح للفاعل والذمّ للتارك كانا من ناحية شرعيّة.
والغرض أنّ السيرة بما هي سيرة لا يستكشف منها وجوب الفعل ، ولا استحبابه في سيرة الفعل ، ولا يستكشف منها حرمة الفعل ، ولا كراهته في سيرة الترك.
نعم ، هناك بعض الأمور يكون لازم مشروعيّتها وجوبها ، وإلاّ لم تكن مشروعة. وذلك مثل الأمارة ، كخبر الواحد ، والظواهر ؛ فإنّ السيرة على العمل بالأمارة لمّا دلّت على مشروعيّة العمل بها ، فإنّ لازمها أن يكون واجبا ؛ لأنّه لا يشرع العمل بها ، ولا يصلح إلاّ إذا كانت حجّة منصوبة من قبل الشارع لتبليغ الأحكام واستكشافها. وإذا كانت حجّة وجب العمل بها قطعا لوجوب تحصيل الأحكام وتعلّمها ؛ فينتج من ذلك أنّه لا يمكن فرض مشروعيّة العمل بالأمارة ، مع فرض عدم وجوبه.
تمرينات (١٩)
١. ما معنى السيرة؟
٢. ما الفرق بين السيرة العقلائيّة ، والسيرة الشرعيّة؟
٣. هل بناء العقلاء بإطلاقه حجّة أم لا؟ وعلى الثاني بيّن موارد حجّيّته.
٤. هل سيرة المتشرّعة حجّة أم لا؟
٥. بيّن مدى دلالة السيرة.