الباب الثاني

السنّة

تمهيد

السنّة (١) في اصطلاح الفقهاء : «قول النبيّ أو فعله أو تقريره» (٢).

ومنشأ هذا الاصطلاح أمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله باتّباع سنّته ، (٣) فغلبت كلمة «السنّة» حينما تطلق ـ مجرّدة عن نسبتها إلى أحد ـ على خصوص ما يتضمّن بيان حكم من الأحكام من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سواء كان ذلك بقول أو فعل أو تقرير ، على ما سيأتي من ذكر مدى ما يدلّ الفعل والتقرير على بيان الأحكام. (٤)

أمّا : فقهاء الإماميّة بالخصوص فلمّا ثبت لديهم أنّ المعصوم من آل البيت عليهم‌السلام يجري قوله مجرى قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من كونه حجّة على العباد واجب الاتّباع ، فقد توسّعوا في اصطلاح السنّة إلى ما يشمل قول كلّ واحد من المعصومين أو فعله أو تقريره ، فكانت السنّة باصطلاحهم : «قول المعصوم أو فعله أو تقريره». (٥)

والسرّ في ذلك أنّ الأئمّة من آل البيت عليهم‌السلام ليسوا هم من قبيل الرواة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله والمحدّثين عنه ليكون قولهم حجّة من جهة أنّهم ثقاة في الرواية ، بل لأنّهم هم المنصوبون

__________________

(١) وهي في اللغة : الطريقة.

(٢) هذا معناها في اصطلاح علماء العامّة. راجع الإحكام (للآمدي) ١ : ٢٤١ ؛ فواتح الرحموت «المستصفى» ٢ : ٩٦ ؛ أصول الفقه (للخضري بك) : ٢١٤ ؛ نهاية السئول ٣ : ٣ ؛ إرشاد الفحول : ٣٣.

(٣) كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «فما وافق كتاب الله وسنّتي فخذوا به». بحار الأنوار ٢ : ٢٢٥.

(٤) يأتي في الصفحات الآتية قريبا.

(٥) كما في قوانين الأصول ١ : ٤٠٩.

۶۸۸۱