العين الى ما قبلها فحذفت واو المفعول لإلتقاء السّاكنين ، ثم كسر ما قبل الياء فى مبيع لئلّا ينقلب الياء واواً فيلتبس بالواويّ فمصون مَفْعُل ومَبيعٌ مَفْعِل.

والمحذوف [ عين الفعل عند أبي الحسن الأخفش ] لانّ العين كثيراً ما يعرض له الحذف في غير هذا الموضع فحذفه أولىٰ ، فأصل مبيع مبيُوع نقلت ضمّة الياء الى ما قبلها وحذفت الياء ثمّ قلبت الضّمّة كسرة ليقلب الواو ياء لئلّا يلتبس بالواوي.

ومذهب سيبويه أولىٰ لانّ التقاء السّاكنين انّما يحصل عند الثاني فحذفه أولىٰ ولأنّ قلب الضمة الى الكسرة خلاف قياسهم ولا علّة له ولو قيل العلّة دفع الإلتباس ، فالجواب أنّه لو قيل بما قال سيبويه لدفع الإلتباس عنه أيضاً ، فإن قيل : الواو علامة والعلامة لا تحذف ، قلنا لا نسلّم أنّها علامة بل هي من اشباع الضمّة لرفضهم مفعلاً فى كلامهم إلّا مَكرُماً ومعوناً ، والعلامة إنّما هي الميم يدلّ على ذلك كونها علامة للمفعول في المزيد فيه من غير واو ، فإن قيل : إذا اجتمع الزائد مع الأصليّ فالمحذوف وهو الأصلي كالياء من غاز مع وجود التّنوين.

وإذا التقى السّاكنان والأوّل حرف مدّ يحذف الأوّل كما في : قُلْ وبِعْ وخَفْ ، قلنا : كلّ من ذلك إنّما يكون إذا كان الثاني من السّاكنين حرفاً صحيحاً ، وأمّا هاهنا فليس كذلك بل هما حرفا علّة ، وأمّا قولهم : مَشيبٌ في الواويّ من الشّوب وهو الخلط ، ومَهُوبٌ في اليائىّ من الهيبة فمن الشواذّ والقياس مشوب ومَهيبٌ.

[ وبنو تميم يثبتون الياء ] وفي بعض النسخ : يتّممون الياء دون الواو لانّها أخفّ من الواو [ فيقولون : مَبْيُوعٌ ] كما يقولون : مضروبٌ وذلك القياس مطّرد عندهم وقال الشاعر :

۲۸۲۱۶۹