الإعراب ولم يمكن زيادة حرف المدّ واللّين فزادوا النّون لعلامة الإعراب لمناسبتها إيّاها كما سبق.

[ ولا يحذف ] الجازم [ نون جماعة المؤنّث ] فلا يقال : لَمْ يَنْصُرْ في يَنْصُرنَ [ فإنّه ] أي لأنَّ نون جماعة المؤنّث [ ضمير كالواو في جمع المذكّر ] وهو فاعل فلا يحذف [ فتثبت على كلّ حال ] بخلاف النّونات الآخر فإنّها علامات للإعراب وهذه ضمير الفاعل لا علامة للإعراب لأنّها اذا اتّصلت بالفعل المضارع صار مبنيّاً لانّه إنّما إعرب لمشابهة الإسم ولمّا اتّصل به النّون الّتي لا يتّصل إلّا بالفعل فرجّح جانب الفعليّة فصارت النّون من الفعل بمنزلة الجزء من الكلمة كما في بَعلبكّ ، وتعَذّر الإعراب بالحروف والحركة على ما لا يخفى ردّ الى ما هو الأصل في الفعل أعني البناء وأشار الى الأمثلة بقوله [ تقول : لَمْ يَنْصُرْ لم يَنْصُرا لَمْ يَنْصُروا ] وجاء لم في الضّرورة غير جازمة كقول الشاعر :

هجوت زبّان ثُمّ جئت معتذراً

من هجو زبّان كأن لم تهجو ولم تدع

وجاء ايضاً مفصولاً بينها وبين المجزوم كقول الشاعر :

فأضحت مغانيها قفاراً رسومها

كأن لم سوى أهل من الوحش توهل

وجاء حذف المجزوم بعده كقوله :

وَاحْفَظ وديعَتَكَ الّتي اسْتَوَدعتها

يوم الإغارة اِنْ وَصَلتَ وان لَمْ

[ واعلم : أنّه يدخل ] على الفعل المضارع [ النّاصب ] وهو اَنْ ولَنْ وكيْ واِذَنْ والأصل اَنْ والبواقي فرع عليه وإنّما عمل النّصب لكونها مُشابها لأنّ المشدّدة وهو ينصب الأسماء فهذا ينصب الافعال [ فتبدّل من الضّمة فتحة ] كما هو مقتضىٰ النّاصب فإنّ النّصب يكون بالفتحة كما أنّ الرّفع يكون بالضّمة والجزم بالسّكون ، فإن قيل : كان من الواجب أن يقول من الرّفع نصباً لأنّه معرب والفتح والضّم إنّما يستعملان في

۲۸۲۱۶۹