الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة الاثنا عشر بعده ، وإنّ الصحبة في ذاتها ليست حصانة يتحصّن بها من درجة الاعتقاد ، وعلى هذا الأساس المتين أباحوا لأنفسهم ـ اجتهاداً ـ نقد الصحابة والبحث في درجة عدالتهم ، كما أباحوا لأنفسهم الطعن في نفر من الصحابة أخلّوا بشروط الصحبة وحادوا عن محبة آل محمّد عليهم‌السلام ، كيف لا ، وقد قال الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله :

«إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي آل بيتي ...».

وعلى أساس هذا الحديث ونحوه يرون أنّ كثيراً من الصحابة خالفوا هذا الحديث ، باضطهادهم لآل محمّد ولعنهم لبعض أفراد هذه العترة ، ومن ثمّ فكيف يستقيم لهؤلاء المخالفين شرف الصحبة ، وكيف يوسموا باسم العدالة؟!

ذلك هو خلاصة رأي الشيعة في نفي صفة العدالة عن بعض الصحابة ، وتلك هي الأسباب العلمية الواقعية الّتي بنوا عليها حججهم (١).

ج) التقيّة بين الوجوب والحرمة

ممّا يشنّع به على الشيعة قولهم بالتّقية وعملهم به في أحايين وظروف خاصّة ، ولكن المشنِّعين لم يقفوا على مغزاها ، ولو تثبّتوا في الأمر ورجعوا

__________________

(١) بحوث في الملل والنحل : ١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٧.

۵۲۸۱