وقد احتمل السيّد الرضي في «حقائق التأويل» أن يكون التعبير بالماضي لقطعية وقوعه ، فكأنّه قد كان (١) وله نظائر في القرآن الكريم.

أقول : ممّا يدلّ على أنّ الجنة مخلوقة قوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (٢).

ولم ير التعبير عن الشيء الّذي سيتحقّق غداً بالجملة الاسمية.

ثمّ إنّ هناك روايات متضافرة مصرّحة بأنّ الجنّة والنار مخلوقتان ، فلا يمكن العدول عنها. (٣)

واستدلّ النافون لخلقهما بوجوه :

١. إنّ خلق الجنة والنار قبل يوم الجزاء عبث.

وفيه أن الحكم بالعبثية يتوقّف على العلم القطعي بعدم ترتّب غرض عليه ، ومن أين لنا العلم بهذا؟ ويمكن عدّ ذلك من مصاديق لطفه تعالى كما أشار إليه المحقّق اللاهيجي. (٤)

٢. إنّهما لو خلقتا لهلكتا لقوله تعالى : ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ (٥).

واللازم باطل للإجماع على دوامهما ، وللنصوص الشاهدة بدوام أُكُل الجنّة وظِلِّها.

__________________

(١) حقائق التأويل : ٢٤٧.

(٢) النجم : ١٣ ـ ١٥.

(٣) لاحظ بحار الأنوار : ٨ / ١١٩ و ١٩٦ ، باب الجنة ، الأحاديث ٣٤ ، ١٢٩ ، ١٣٠.

(٤) گوهر مراد : ٦٦١ (فارسي).

(٥) القصص : ٨٨.

۵۲۸۱