ويردّه أنّ مطلق دعاء الغير ليس محرّماً وهو واضح ، وإنّما الحرام منه ما يكون عبادة له بأن يعتقد الأُلوهية والربوبيّة في المدعوّ ، والآية ناظرة إلى هذا القسم بقرينة قوله : ﴿مَعَ اللهِ أي بأن يكون دعاء الغير على وزان دعائه تعالى وفي مرتبته ، ويدلّ عليه قوله سبحانه ـ حاكياً قولهم يوم القيامة ـ : ﴿تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ* إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (١)

٤. إنّ طلب الشفاعة من الميّت أمر باطل.

ويردّه إنّ الإشكال ناجم من عدم التعرّف على مقام الأولياء في كتاب الله الحكيم ، وقد عرفت في الفصول السابقة إنّ القرآن يصرّح بحياة جموع كثيرة من الشهداء ، وغيرهم ، ولو لم يكن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حياة فما معنى التسليم عليه في كلّ صباح ومساء وفي تشهّد كلّ صلاة : «السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته»؟!

والمؤمنون لا يطلبون الشفاعة من أجساد الصالحين وأبدانهم ، بل يطلبونها من أرواحهم المقدّسة الحيّة عند الله سبحانه ، بأبدان برزخية.

* * *

__________________

(١) الشعراء : ٩٧ ـ ٩٨.

۵۲۸۱