تلك القابليّة بعنايةٍ من الله تعالى ، فيقفون على حقائق أعمال الناس المشهود عليهم.

أضف إلى ذلك أنّ أقلّ ما يعتبر في الشهود هو العدالة والتقوى ، والصدق والأمانة ، والأكثرية الساحقة من الأُمّة يفقدون ذلك وهم لا تقبل شهادتهم على صاع من تمرٍ أو باقة من بقل ، فكيف تقبل شهادتهم يوم القيامة؟!

وإلى هذا تشير رواية الزبيري عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : «أفَتَرى أنّ من لا تجوّز شهادته في الدنيا على صاع من تمر ، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأُمم الماضية؟! كلّا ، لم يعن الله مثل هذا من خلقه». (١)

٥. الأعضاء والجوارح :

يقول سبحانه : ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ(٢).(٣)

وأمّا كيفية الشهادة فهي من الأُمور الغيبية نؤمن بها ، وما إنطاقها على الله بعزيز ، وقد وسعت قدرته تعالى كلّ شيء ، كما يشير إليه قوله تعالى :

﴿قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ (٤).

__________________

(١) نور الثقلين : ١ / ١١٣ ، الحديث ٤٠٩.

(٢) النور : ٢٤.

(٣) وفي معناها الآية ٦٥ / يس ، والآية ٢٠ / فصّلت.

(٤) فصّلت : ٢١.

۵۲۸۱