فإنّهما راجعان إلى الله سبحانه دون المؤمنين ، وعلى ذلك فقد نسب فعلاً واحداً إلى المؤمنين وإلى خالقهم.

٣. إنّ القرآن الكريم يذمّ اليهود بقساوة قلوبهم ويقول :

﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ ... (١).

ولا يصحّ الذم واللوم إلّا أن يكونوا هم السّبب لعروض هذه الحالة على قلوبهم ، وفي الوقت نفسه يسند حدوث القساوة إلى الله تعالى ويقول :

﴿فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً (٢).

وقد تقدّم تفصيل ذلك في البحث عن التوحيد في الخالقيّة.

هذا ما يرجع إلى الكتاب الحكيم ، وأمّا الروايات فنذكر النزر اليسير ممّا جمعه الشيخ الصدوق في «توحيده» والعلّامة المجلسي في «بحاره» :

١. روى الصدوق عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام قالا : «إنّ الله عزوجل أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ، ثمّ يعذّبهم عليها والله أعزّ من أن يريد أمراً فلا يكون».

قال : فسئلا عليهما‌السلام : هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا : «نعم أوسع ممّا بين السماء والأرض» (٣).

٢. وروى بإسناد صحيح عن الرضا عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ الله عزوجل لم يُطَع

__________________

(١) البقرة : ٧٤.

(٢) المائدة : ١٣.

(٣) التوحيد للصدوق : الباب ٥٩ ، الحديث ٧.

۵۲۸۱