عقدة مع وفور كتب الرجال ، بل هي ناظرة لما جاء في الكتب الرجالية المؤلفة في تلك العصور في أصحاب الصادقين ، بل الأئمة الطاهرين عليهم‌السلام ، ويؤيد ذلك أن الشيخ عبَّر بلفظ الجمع وقال : « إن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات » فتخصيص عبارة الشيخ المفيد بما جاء في رجال ابن عقدة ، أمر لا دليل عليه.

والدليل على أن المقصود من اصحاب الحديث ليس خصوص ابن عقدة ، أن الشيخ قد التزم في مقدمة رجاله أن يأتي بكلّ ما ذكره ابن عقدة في رجاله مع زيادات لم يذكرها ابن عقدة ، ومع ذلك لم يبلغ عدد أصحاب الصادق عليه‌السلام في رجال الشيخ أربعة آلاف.

فلو كان مقصود المفيد من أصحاب الحديث هو خصوص ما ذكره ابن عقدة ، يجب أن يبلغ عدد أصحاب الصادق عليه‌السلام في رجال الشيخ أيضاً إلى أربعة آلاف ، لما التزم به الشيخ في مقدمته ، مع أن المذكور في رجاله لا يتجاوز عن ثلاثة آلاف وخمسين رجلاً.

نعم اعتذر عنه المحدّث النوري بأن ما أسقطه الشيخ في باب أصحاب الصادق عليه‌السلام أثبته في باب أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وفي باب أصحاب أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام ، لأن بعض أصحاب الصادق عليه‌السلام أدرك عصر الإمام الباقر عليه‌السلام كما أدرك عصر الإمام الكاظم عليه‌السلام ، فاكتفى الشيخ في رجاله في الباب المعقود لخصوص أصحاب الصادق عليه‌السلام بذكر من اختصّ بالصادق ولم يدرك الإمام الباقر ، ولا الإمام الكاظم عليهما‌السلام ، ولكن « ابن عقدة » جعل المناط كل من روى عن الصادق عليه‌السلام وإن كانت له رواية عن غيره. (١)

__________________

١ ـ مستدرك الوسائل : ٣ / ٧٧٣.

۵۳۱۱