كضَرَبْتُهُ لِلتَأْديبِ ، وزائدة كقوله تعالى : «رَدِفَ لَكُم» (١) أي ردفكم. وبمعنى عَنْ إذا استعمل مع القول ، كقوله تعالى : «قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ» (٢) وفيه نظر. وبمعنى الواو في القسم للتعجّب نحو : لِلّٰهِ لا يُؤَخَّرُ الْأجَلُ.

ورُبَّ : للتقليل كما أنّ كَمْ الخبريّة للتكثير ، ويستحقّ صدر الكلام ، ولا تدخل إلّا على النكرة نحو : رُبَّ رَجُلٍ لَقيتُهُ ، أو مضمر مبهم مفرد مذكّر مميّز بنكرة منصوبة نحو : رُبَّهُ رَجُلاً ، ورُبَّهُ رَجُلَيْنِ ، ورُبَّهُ امرأةً ورُبَّهُ امرأتين ، وعند الكوفيّين يجب المطابقة نحو : رُبَّهُما رَجُلَيْن ، ورُبَّهُما امْرَأَتَيْنِ ، وقد يلحقها ما الكافّة فتدخل على الجملة نحو : رُبَّما قامَ زَيْدٌ ، ورُبَّما زَيْدٌ قائِمٌ. ولا بدّ لها من فعل ماضٍ لأنّ التقليل يتحقّق فيه. ويحذف ذلك الفعل غالباً كقوله : رُبَّ رَجُلٍ أكْرَمَني ، في جواب من قال : هَلْ رَأَيْتَ مَنْ أكْرَمَك ؟ أي رُبَّ رجلٍ أكرمني لقيتُهُ ، فأكرَمَني صفة لرجل ، ولقيتُ فعلها وهو محذوف.

وواو رُبَّ ، وهي الواو الّتي يبتدأ بها في أوّل الكلام كقول الشاعر :

وَبَلْدَةٍ لَيْسَ لَها أنيسٌ

إلّا الْيَعافيرُ وَإلّا الْعيسُ (٣)

____________________________

(١) النمل : ٧٢.

(٢) الاحقاف : ١١.

(٣) قوله وبلدة ليس لها انيس «الخ» الواو بمعنى ربّ وبلدة مجرور به والجملة صفة له. والباء في بها بمعنى في ، أي فيها ، والانيس بالنون والسين المهملة فعيل بمعنى الفاعل من الانس وهو كقفل خلاف الوحشة. واليعافير جمع يعفور وهو بالياء والعين والراء المهملتين بينهما فاء و واو كمنصور ولد البقر الوحشية. والعيس بالكسر جمع عيساء وهي بالعين والسين المهملتين بينهما ياء كحمراء الابل البيض يخلط بياضها شقرة.

يعنى : بسا شهرى كه اين صفت دارد كه نيست در آن شهر ، انس گيرنده مگر گوساله گاو وحشى و مگر شتران سفيد مايل به سرخى. شاهد در مجرور بودن بلده است به واو ربّ يا بودن او نكره موصوف به جمله كه «ليس لها انيس» بوده باشد. جامع الشواهد.

۴۳۹۳۷۱