قول سيبويه : أنه سماعي مطلقاً ، وقيل : قياسي في القاصر والمتعدي إلى واحد.

السادس : التضمين ، فلذلك عدي «رحُب وطلُع» إلى مفعول لما تضمنا معنى «وسع وبلغ».

ويختص التضمين عن غيره من المعديات بأنه قد ينقل الفعل إلى أكثر من درجة ، ولذلك عدي «ألوت» بقصر الهمزة بمعنى «قصرت» إلى مفعولين بعد ما كان قاصراً ، وذلك في قولهم : «لا آلوك نصحاً ولا آلوك جهداً» ، لما ضمن معنى «لا أمنعك» ومنه قوله تعالى : ﴿لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً (آل عمران / ١١٨) ، وعدي «أخبر وخبّر وحدّث وأنبأو نبّأ» إلى ثلاثة ; لما ضمنت معنى «أعلم وأرى» بعد ماكانت متعدية إلى واحد بنفسها وإلى آخر بالجار ، نحو : ﴿أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ ، فَلَمّا أَنْبَأهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (البقرة / ٣٣) ، ﴿نَبِّئُونِي بِعِلْم (الأنعام / ١٤٣).

السابع : إسقاط الجار توسعاً ، نحو : ﴿وَلكِنْ لاتُواعِدُوهُنَّ سرّاً (البقرة / ٢٣٥) ، أي : على سر ، أي نكاح ، ﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ (الأعراف / ١٥٠) ، أي : عن أمره.

ولايحذف الجار قياساً إلا مع «أنّ وأن» ، وأهمل النحويون هنا ذكر «كي» مع تجويزهم في نحو : «جئت كي تكرمني» أن تكون كي مصدرية واللام مقدرة ، والمعنى : لكي تكرمني ، وأجازوا أيضاً كونها تعليلية و «أن» مضمرة بعدها ، ولا يحذف مع «كي» إلا لام العلة ، لأنها لا يدخل عليها جار غيرها ، بخلاف اُختيها ، قال الله تعالى : ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّات (البقرة / ٢٥) ، أي : بأن لهم.

ومحل «أنّ» و «أن» وصلتهما بعد حذف الجار نصب عند الخليل وأكثر النحويين ; حملا على الغالب فيما ظهر فيه الإعراب مما حذف منه ، وجوز سيبويه أن

۲۰۷۱