العاشر : الإعراب ، نحو : «هذه خمسة عشر زيد» فيمن أعربه ، والأكثر البناء.

الحادي عشر : البناء ، وذلك في ثلاثة أبواب :

أحدها : أن يكون المضاف مبهماً كـ «غير ومثل ودون» ، وقد استدل على ذلك باُمور : منها قوله تعالى : ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ (سبأ / ٥٤) ، ﴿وَمِنّادُونَ ذلِكَ (الجن / ١١) ، قاله الأخفش ، وخولف ، واُجيب عن الأول : بأن نائب الفاعل ضمير المصدر ، أي : وحيل هو ، أي الحول ، وعن الثاني : بأنه على حذف الموصوف ، أي : ومنا قوم دون ذلك ، ومنها قوله تعالى : ﴿إنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مآ أنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (الذاريات / ٢٣) ، فيمن فتح «مثلا».

وزعم ابن مالك أن ذلك لا يكون في «مثل» ; لمخالفتها للمبهمات ، فإنها تثنى وتجمع كقوله تعالى : ﴿إلاّ اُمَمٌ أَمْثالُكُم (الأنعام / ٣٨) ، وقول الشاعر : (١)

٣٩٨ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها

والشر بالشر عند الله مثلان

وزعم أن «حقا» اسم فاعل من «حق يحق» وأصله : حاق فقصر ، كما قيل : برٌّ وسرٌّ ونمٌ» ففيه ضمير مستتر ، و «مثل»حال منه ، ومنها قول أبي قيس بن رفاعة :

٣٩٩ـ لم يمنع الشرب منهاغيرأن نطقت

حمامة في غصون ذات أوقال (٢)

فـ «غير» فاعل لـ «يمنع» وقد جاء مفتوحاً ، ولا يأتي فيه بحث ابن مالك ; لأن قولهم : «غيران وأغيار» ليس بعربي.

ولو كان المضاف غير مبهم لم يبن ، وأما قول الجرجاني وموافقيه : إن «غلامي» ونحوه مبني فمردود ، ويلزمهم بناء «غلامك ، وغلامه» ولا قائل بذلك.

__________________

١ ـ تقدم برقم ١١٧.

٢ ـ تقدم برقم ١٤١.

۲۰۷۱