ومن الوهم في الثاني : تجويز كثير من النحويين الاشتغال في نحو : «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» ومن العجب أن ابن الحاجب أجاز ذلك في كافيته مع قوله فيهما في بحث الظروف : وقد تكون للمقاجأة فيلزم المبتدأ بعدها.

النوع الثامن : اشتراطهم في بعض الجمل الخببرية ، وفي بعضها الإنشائية.

فلأول كثير ، كالصلة والصفة والحال والحملة الواقعة خبراً لـ«كان» أو خبراً لـ«إنّ» أو لضمير الشأن ، قيل : أو خبراللمتبدأ أو جواباً للقسم غير الاستعططافي.

ومن الثاني : جواب القسم الاستعطافي.

وما ورد على خلاف ما ذكر مؤول. كقوله : (١)

٤١٤ ـ حتى إذا كاد الظّلام يختلط

جاؤوا بمذق هل رأيتَ الذئب قطْ

 وتخريجه على اضمار القول ، أي : بمذق مقول عند رؤيته ذلك.

وينبغي أن يستثنى من منع ذلك في خبري «إنّ» وضمير الشأن خبر «أن» المفتوحة إذا خففت؛ فإنه يجوز أن يكون جملة دعائية ، كقوله تعالى : ﴿وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا (النور / ٩) ، في قراء من قرأ «أن» تالتخفيف و «غضب» بالفعل و «ألله» فاعل ، وإذا لم نلتزم فول الجمهور في وجوب كون اسم «أن» هذه ضمير شأن فلا استثناء بالنسبة إلى ضمير الشأن؛ إذ يمكن أن يقدر : «والخامسة أنها».

ومن الوهم في هذا الباب : قول بعضهم في قوله تعالى : ﴿وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ٠البقرة / ٢٥٩) : إن جملة الاستهام حال من «العظام» ، ونالصواب : أن

__________________

١ ـ قال البغدادي : «وهذا قيل للعجاج». شرح أبيات مغني اللبيب : ٥ / ٧.

۲۰۷۱