بـ «الموالي» ; لما فيه من معنى الولاية ، أي : خفت ولايتهم من بعدي وسوء خلافتهم ، أو بمحذوف هو حال من «الموالي» ، أو مضاف إليهم ، أي : كائنين من ورائي ، أو فعل الموالي من ورائي ، وأما من قرأ (خفت) بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء فـ «من» متعلقة بالفعل المذكور.

الثاني : قوله تعالى : ﴿وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إلى أَجَلِهِ (البقرة / ٢٨٢) ; فإن المتبادر تعلق «إلى» بـ «تكتبوه» ، وهو فاسد ; لاقتضائه استمرار الكتابة إلى أجل الدين ، وإنما هو حال ، أي : مستقراً في الذمة إلى أجله. ونظيره قوله تعالى : ﴿فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عام (البقرة / ٢٥٩) ; فإن المتبادر انتصاب «مائة» بـ ﴿أماتَه ، وذلك ممتنع مع بقائه على معناه الوضعي ; لأن الإماتة سلب الحياة وهي لا تمتد ، والصواب : أن يضمن ﴿أماته معنى «ألبثه» فكأنه قيل : فألبثه الله بالموت مائة عام ، وحينئذ يتعلق به الظرف بما فيه من المعنى العارض له بالتضمين ، أي : معنى اللبث لا معنى الإلباث ; لأنه كالإماتة في عدم الامتداد ، فلوصح ذلك لعلقناه بما فيه من معناه الوضعي ، ويصير هذا التعلق بمنزلته في قوله تعالى : ﴿قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْم قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائةَ عام (البقرة / ٢٥٩).

وفائدة التضمين : أن يدل بكلمة واحدة على معنى كلمتين ، يدلك على ذلك أسماء الشرط والاستفهام.

الثالث : قوله تعالى : ﴿فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إلاّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ (البقرة / ٢٤٩) ; فإن المتبادر تعلق الاستثناء بالجملة الثانية ، وذلك فاسد ; لاقتضائه أن من اغترف غرفة بيده ليس منه ، وليس كذلك ، بل ذلك مباح لهم ، وإنما هو مستثنى من الاُولى ، ووهم أبوالبقاء في تجويزه كونه مستثنى من الثانية ، وإنما سهل الفصل بالجملة الثانية ; لأنها مفهومة من

۲۰۷۱