تنبيه

من الغريب أنها زيدت فيما أصله المبتدأ وهو اسم «ليس» بشرط أن يتأخر إلى موضع الخبر كقراءة بعضهم : ﴿لَيْسَ البِرَّ بِأنْ تُوَلُّوا (البقرة / ١٧٧) بنصب «البرّ».

الرابع : الخبر ، وهو ضربان : غير موجب فينقاس ، نحو قوله تعالى : ﴿قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيل (الأنعام / ٦٦) وقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما‌السلام : «وما أنا بأظلم من تاب إليك فعُدْتَ عليه» (١) وموجب فيتوقف على السماع ، وهو قول الأخفش ومن تابعه ، وجعلوا منه قوله تعالى : ﴿جَزاء سَيِّـئة بِمِثلِها (يونس / ٢٧) والأولى تعليق «بمثلها» باستقرار محذوف هوالخبر.

الخامس : الحال المنفي عاملها كقول القُحيف :

٧٩ ـ فما رَجَعتْ بخائبة ركابٌ

حكيمُ بن المسيّب مُنتَهاها (٢)

وقوله (٣) :

٨٠ ـ كائن دُعيتُ إلى بأساء داهِمة

فما انبعثتُ بمزؤُود ولا وَكَلِ

ذكر ذلك ابن مالك وخالفه أبوحيان ، وخرّج البيتين على أن التقدير : بحاجة خائبة وبشخص مزؤود ، أي : مذعور ويريد بالمزؤود نفسه على حد قولهم : «رأيت منه أسداً» وهذا التخريج ظاهر في البيت الأول دون الثاني؛ لأن صفات الذم إذا نفيت على سبيل المبالغة لم ينتف أصلها ولهذا قيل في قوله تعالى :

__________________

١ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الثاني عشر : ٩٨.

٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٢/ ٣٩١.

٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٤٠ وشرح أبيات مغني اللبيب : ٢/٣٩٣. لم يسم قائله.

۲۹۱۱