٧١ ـ خرجنا منك بالأهلين جمعاً

رجعنا لا رِجالَ ولا بنينا (١)

وقد اختلف في الباء من قوله تعالى : ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّك (النصر /٣) فقيل : للمصاحبة ، والحمد مضاف إلى المفعول ، أي : فسبحه حامداً له ، أي : نزّهه عما لايليق به ، وأثبتْ له ما يليق به ، وقيل : للاستعانة ، والحمد مضاف إلى الفاعل ، أي : سبّحه بما حَمِدَ به نفسه.

السادس : الظرفية ، نحو قوله تعالى : ﴿نَجَّيناهُمْ بِسَحَر (القمر /٣٤) وقول حسّان :

٧٢ ـ يُناديهم يومَ الغدير نبيّهم

بخمٍّ وأسمع بالرسول مناديا (٢)

السابع : البدل ، كقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «أما والله لَوَدِدْتُ أنّ لي بكم ألف فارس من بَني فراسِ بنِ غَنْم» (٣) وقول قريط بن اُنيف :

٧٣ ـ فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا

شنّوا الإغارة فرساناً وركباناً (٤)

وانتصاب «الإغارة» على أنه مفعول لأجله.

الثامن : المقابلة ، وهي الداخلة على الأعواض ، نحو : «اشتريته بألف» ومنه : ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (النحل /٣٢) وإنما لم نقدرها باء السببية كما قالت المعتزلة وكما قال الجميع في الحديث النبوي «لَنْ يدخُلَ أحَدكُم الجنّةَ بعمله» (٥) ؛

__________________

١ ـ أدب الطف : ١/٧٥.

٢ ـ الإرشاد : ٩٤.

٣ ـ نهج البلاغة : ط ٢٥/٨٩.

٤ ـ شرح شواهد المغني : ١/٦٩.

٥ ـ أورده ابن هشام في المغني بهذا اللفظ والذي وَجدناه ما قريبه ، نحو : «ما مِنْ أحَدٍ يدخُلُ الجنّةَ بعمله» ، كنزالعمال : ٤/ح ١٠٤١٠.

۲۹۱۱