ومنه : «واعلموا أن مَجازكم على الصراط» (١) التقدير : واعلموا استقرار مجازكم على الصراط ، لأن الخبر في الحقيقة هو المحذوف من «إستقر أو مستقر».

وإن كان جامدا قدّر بالكون ، نحو : ﴿وأنّ هذا صِراطي مُستَقيماً فَاتَّبِعُوهُ (الأنعام /١٥٣) تقديره : وكون هذا صراطي مستقيما فاتبعوه؛ لأن كل خبر جامد يصح نسبته إلى المخبر عنه بلفظ الكون ، تقول : «هذا زيد» وإن شئت قلت : «هذا كائن زيدا» ومعناهما واحد.

وتخفف «أنّ» بالاتفاق ، فيبقى عملُها على الوجه الذي تقدم شرحه في «أن» الخفيفة.

الثاني : أن تكون لغة في «لعلّ» كقول بعضهم : «ائْتِ السوق أنّك تشتري لنا شيئا».

(إنّ)

على وجهين :

أحدهما : أن تكون حرف توكيد ، تنصب الاسم وترفع الخبر ، نحو قول كعب ابن زهير :

٥٥ ـ إنّ الرّسولَ لَسَيفٌ يُسْتَضاء به

مُهنَّدٌ منْ سُيُوف الله مَسْلُولُ (٢)

قيل : وقد تنصبهما في لغة ، كقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ قعر جهنّم سبعين

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ٨٢ /١٩٢.

٢ ـ شرح مختارات أشعار العرب : ١٠٥.

۲۹۱۱