٣٩ ـ إذا ما غَدَونا قال وِلدانُ أهلنا

تعالَوا إلى أن يأتنا الصيد نحْطب (١)

وقد يرفع الفعل بعدها كقراءة ابن مُحيْصن : ﴿لِمَنْ أرادَ أنْ يُتِمُّ الرّضاعَة (البقرة /٢٣٣) وزعم الكوفيون أنّ «أن» هذه هي المخففة من الثقيلة شذّ اتصالها بالفعل ، والصواب : قول البصريين : إنها «أن» الناصبة اُهملت حملاً على اُختها «ما» المصدرية.

الوجه الثاني : أن تكون مخففة من الثقيلة فتقع بعد فعل اليقين (٢) أو ما نزل منزلته ، نحو قوله تعالى : ﴿عَلِمَ أنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى (المزمل /٢٠) وقول جرير :

٤٠ ـ زعم الفرزدق أن سيقتل مربَعاً

أبْشِرْ بطول سلامة يا مرْبَعُ (٣)

و «أن» هذه ثلاثية الوضع وهي مصدرية أيضاً ، وتنصب الاسم وترفع الخبر خلافاً للكوفيين ، زعموا أنها لا تعمل شيئاً ، وشرط اسمها أن يكون ضميراً محذوفاً وربما ثبت وهو مختص بالضرورة على الأصح ، وشرط خبرها أن يكون جملة ، ولايجوز إفراده ، إلاّ إذا ذكر الاسم فيجوز الأمران وقد اجتمعا في قوله (٤) :

__________________

١ ـ قال السيوطي «والبيت أورده المصنّف (ابن هشام) مستشهداً به على أن «أن» قد تجزم المضارع. وقد أنكر ذلك الفارسي وقال : الرواية «إلى أن يأتي الصيد» وكذا أورده وصاحب منتهى الطلب. وأورده ابن الأنباري في شرح المفضليات بلفظ : إلى ما يأتنا الصيد».

شرح شواهد المغني : ١/٩٣.

٢ ـ جعل ابن هشام من موارد «أن» المخففة ، نحو قوله تعالى : ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (يونس /١٠) مما ليس قبله فعل اليقين. شرح شذور الذهب : ٢٨٢ ، أوضح المسالك : ١/٢٦٦ ، شرح قطر الندى : ١٥٤.

٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/١٠٣.

٤ ـ نسب لعمرة بنت العجلان بن زهير ورواه صاحب منتهى الطلب «بأنّك كنت الربيع المغيث» فلا شاهد فيه حينئذٍ. شرح شواهد المغني : ١/١٠٦ ـ ١٠٨.

۲۹۱۱