مسألة

مهما ﴿ما يَوَدَّ الّذينَ كَفَروُا مِنْ أهلِ الكِتابِ وَلا المُشْرِكينَ أنْ يُنزّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْر مِن رَبّكُم (البقرة/١٠٥) فيها «من» ثلاث مرات : الاُولى للتبيين ؛ لأن الكافرين نوعان : كتابيون ومشركون ، والثانية زائدة ، والثالثة لابتداء الغاية.

مسألة

﴿لآكِلُونَ مِنْ زَقُّوم (الواقعة/٥٢) ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ اُمّة فَوْجاً مِمَّنْ يُكذِّبُ (النمل/٨٣) الاُولى منهما للابتداء ، والثانية للتبيين.

(مهما)

اسم؛ لعود الضمير إليها في قوله تعالى : ﴿مَهْما تأتِنا بِهِ مِنْ آيَة لِتَسْحَرَنا بِها (الأعراف/١٣٢) وقال الزمخشري وغيره : عاد عليها ضمير «به» وضمير «بها» حملاً على اللفظ وعلى المعنى ، انتهى. والأولى أن يعود ضمير «بها» إلى «آية» ومثله قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «إنّ للخير والشر أهلاً فمهما تركتموه منهما كفا كُموهُ أهلُه» (١) فيعود ضمير «تركتموه» و «كفا كموه» و «أهله» إليها.

وزعم السهيلي أنها تأتي حرفاً؛ بدليل قول زهير :

٢٩٢ ـ ومهما تكنْ عندَامرئ مِن خَلِيقة

ولو خالَها تَخْفَى على النّاس تُعلَمِ (٢)

قال : فهي هنا حرف بمنزلة «إنْ» ؛ بدليل أنها لامحل لها.

والجواب : أنها إما خبر «تكن» و «خليقة» اسمها ، و «من» زائدة؛

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ح ٤١٤/١٢٨٤.

٢ ـ تقدم برقم ٢٩١.

۲۹۱۱