أبي دؤاد :

٢٦٦ ـ رُبّما الجامِلُ المؤبَّلُ فيهم

وعناجيجُ بَيْنَهُنَّ المِهارُ (١)

 : «ما» نكرة موصوفة بجملة حذف مبتدؤها ، أي : رُبّ شيء هوالجامل.

الثاني : الكاف ، نحو : «كنْ كما أنتَ» وقول نهشل بن حُرّيّ :

٢٦٧ ـ أخ ما جدٌلم يُخْزِني يومَ مشهد

كما سيفُ عمرو لم تَخُنهُ مَضاربهْ (٢)

قيل : ومنه : ﴿اجْعَلْ لَنا إلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ (الأعراف /١٣٨) وقيل : «ما» موصولة ، والتقدير : كالذي هو آلهة لهم ، وقيل : لا تكف الكاف بـ «ما» وإنّ «ما» في ذلك مصدرية موصولة بالجملة الاسمية.

الثالث : الباء كقوله (٣) :

٢٦٨ ـ فلئن صِرتَ لاتُحيرُ جواباً

فَبِما قدْ تُرَى وأنتَ خطيبُ

ذكره ابن مالك ، وأن «ما» الكافة أحدثتْ مع الباء معنى التقليل ، كما أحدثت مع الكاف معنى التعليل في نحو : ﴿واذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ (البقرة /١٩٨) والظاهر : أن الباء والكاف للتعليل ، وأن «ما» معهما مصدرية ، وقد سُلّم أن كلاًّ من الكاف والباء يأتي للتعليل مع عدم «ما» كقوله تعالى : ﴿فَبِظُلْم مِنَ الّذينَ

__________________

١ ـ تقدم برقم ١١١.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٥٠٢.

٣ ـ قال السيوطي : قال العيني : «لم يسمّ قائله» ثمّ رأيت في أمالي القالي «أنشدنا أبو عبدالله نفطويه : أنشدن ابوالعباس ثعلب لمطيع بن إياس الكوفي يرثي يحيى بن زياد الحارثي».

شرح شواهد المغني : ٢/٧٢٠ ، وقال البغدادي بعد نقل كلام القالي : «رأيتُ في تهذيب الطبع وهو كتاب في نقد الشعر والبديع لم أعرفه مؤلفه ، نسبة هذا البيت لصالح بن عبد القدوس» ونقل البيت عن «تهذيب الطبع» باختلافٍ يسير. شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٦٠.

۲۹۱۱