ولَيست ولسنَ. قال أبو الأسود الدؤلي في رثاء الإمام الحسين عليه‌السلام ومَن اُصيب معه من بني هاشم :

٢٥١ ـ ألستِ ترين بني هاشم

قد أفنَتْهُمُو الفئةُ الظالمةُ (١)

وتلازم رفع الاسم ونصب الخبر ، كقول الإمام الحسين عليه‌السلام : «أوَليس حمزة سيدالشهداء عمّ أبي؟» (٢) وقيل : قد تخرج عن ذلك في مواضع :

أحدها : أن تكون حرفاً ناصباً للمستثنى بمنزلة «إلا» ، نحو : «أتوني ليس زيداً» ، والصحيح : أنها الناسخة ، وأن اسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم ، واستتاره واجب؛ فلا يليها في اللفظ إلا المنصوب.

الثاني : أن يقترن الخبر بعدها بـ «إلاّ» ، نحو : «ليس الطيبُ إلا المسك» بالرفع ، فإن بني تميم يرفعونه حملاً لها على «ما» في الإهمال عند انتقاض النفي ، كما حمل أهلُ الحجاز «ما» على «ليس» في الإعمال عند استيفاء شروطها.

الثالث : أن تدخل على الجملة الفعلية ، أو على المبتدأ والخبر مرفوعين كقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ليس يتحسّر أهل الجنّة على شيء إلاّ على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله عزّوجلّ فيها» (٣) وقوله (٤) :

٢٥٢ ـ ألا ليس إلّا ما قضى الله كائنٌ

وما يستطيع المرء نفعاً ولا ضراً

ولا دليل فيهما ، لجواز كون ليس فيهما شأنه.

__________________

١ ـ أدب الطف : ١/١٠١.

٢ ـ الكامل في التاريخ : ٤/٦٢.

٣ ـ كنزالعمال : ١/ ح١٨٠٦.

٤ ـ قال البغدادي : لم أقف على قائله. شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٠٨.

۲۹۱۱