الرضاعة وذلك مستمر مع كونها ربيبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيكون عدم الحلية عند عدم كونها ربيبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستنداً إلى ذلك السبب وحده ، وعند كونها ربيبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مستنداً إليه فقط أو إليه وإلى كونها ربيبته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معاً ، وعلى ذلك تتخرج آية لقمان؛ لأن العقل يجزم بأن الكلمات إذا لم تنفد مع كثرة هذه الاُمور فلأنْ لاتنفد مع قلتها وعدم بعضها أولى.

الثاني : أن يكون الجوابُ مقرراً على كل حال من غير تعرض لأولوية نحو : ﴿وَلوْ رُدّوا لَعادُوا (الأنعام /٢٨) ، فهذا وأمثاله يعرف ثبوته بعلة اُخرى مستمرة على التقديرين ، والمقصود في هذا القسم تحقيق ثبوت الثاني ، وأما الامتناع في الأول فإنه وإن كان حاصلاً لكنه ليس المقصود.

الثاني من أقسام «لو» : أن تكون حرف شرط في المستقبل ، إلا أنها لا تجزم كقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو يقول أحدكم إذا غضب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ذهب عنه غضبُه» (١) وقوله تعالى : ﴿وَلْيَخْشَ الّذينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُريَّةً ضِعافا خافُوا عَلَيْهِمْ (النساء /٩) ، أي : وليخش الذين إن شارفوا وقاربوا أن يتركوا ، وإنما أوّلنا الترك بمشارفة الترك؛ لأن الخطاب للأوصياء ، وإنما يتوجه إليهم قبل الترك؛ لأنهم بعده أموات ، ومثله : ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إذا حَضَرَ أحَدَكُمْ المَوتَ (البقرة/١٨٠) ، أي : إذا قارب حضوره ﴿وَإذا طَلَّقْتُمُ النّساء فَبَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فَأمْسِكُوهُنَّ (البقرة/٢٣١) لأن بلوغ الأجل انقضاء العدة ، وإنما الإمساك قبله.

وهذا المعنى قاله كثير من النحويين في نحو قوله تعالى : ﴿وما أنْتَ بِمُؤمِن لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ (يوسف/١٧) ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشرِكُونَ (التوبة /٣٣) وفي الحديث النبويّ : «أعطها ولو خاتماً من حديد» (٢).

__________________

١ ـ كنزالعمال : ٣/ ح ٧٧٢٠.

٢ ـ فتح الباري : ٩/ ح ٥٠٢٩.

۲۹۱۱