للوحدة لا غير ، ويرد عليهم نحو قوله (١) :

٢١٣ ـ تَعَزَّ فلا شيء على الأرضِ باقيا

ولا وَزَرٌ ممّا قَضى الله واقِيا

وإذا قيل : «لا رجلٌ ولا امرأةٌ في الدار» برفعهما احتمل كون «لا» الاُولى عاملة في الأصل عمل «إنّ» ثم اُلغيت لتكرارها ، فيكون ما بعدها مرفوعاً بالابتداء ، وأن تكون عاملة عمل «ليس» فيكون ما بعدها مرفوعاً بها ، وعلى الوجهين فالظرف خبر عن الاسمين إن قدرت «لا» الثانية تكراراً للاُولى وما بعدها معطوفاً؛ فإن قدرت الاُولى مهملة والثانية عاملة عمل «ليس» أو بالعكس فالظرف خبر عن أحدهما ، وخبر الآخر محذوف كما في قولك : «زيد وعمرو قائم» ولا يكون خبراً عنهما؛ لئلا يلزم محذوران : كونُ الخبر الواحد مرفوعاً ومنصوباً ، وتوارد عاملين على معمول واحد.

الوجه الثالث : أن تكون عاطفة ، ولها ثلاثة شروط :

أحدها : أن يتقدمها إثبات كـ «جاء زيد لا عمرو» ، أو أمر كـ «اضربْ زيداً لا عمراً» ، قال سيبويه : أو نداء ، نحو : «يابن أخي لا ابن عمي» ، وزعم ابن سعدان أن هذا ليس من كلامهم.

الثاني : ألاّ تقترن بعاطف ، فإذا قيل : «جاءني زيد لا بل عمرو» فالعاطفُ «بل» و «لا» ردٌّ لما قبلها ، وليست عاطفة ، وإذا قلت : «ما جاءني زيد ولا عمرو» فالعاطف الواو ، و «لا» توكيد للنفي ، وفي هذا المثال مانع آخر من العطف بـ «لا» وهو تقدّم النفي ، وقد اجتمعا أيضاً في ﴿ولا الضّالّينَ (الفاتحة /٧).

الثالث : أن يتعاند متعاطفاها ، فلا يجوز «جاءني رجل لا زيد» ؛ لأنه يصدق

__________________

١ ـ تقدّم برقم ٢١١.

۲۹۱۱