(لا)

لا على ثلاثة أوجه :

الأول : أن تكون نافية ، وهذه على خمسة أوجه :

أحدها : أن تكون عاملة عمل «إنّ» وذلك إنْ اُريد بها نفيُ الجنس على سبيل التنصيص ، وتسمى حينئذ تبرئة ، وإنما يظهر نصب اسمها إذا كان خافضاً ، نحو : «لا صاحبَ جُود ممقوتٌ» ، أو رافعاً ، نحو : «لا حسناً فِعلُه مذموم» ، أو ناصباً ، نحو : «لا طالعاً جبلاً حاضر» ومنه «لا خيراً من زيد عندنا».

وتخالف «لا» هذه «إنّ» من سبعة أوجه :

أحدها : أنها لا تعمل إلا في النكرات.

الثاني : أن اسمها إذا لم يكن عاملاً فإنه يُبنى ، قيل : لتضمنه معنى «مِن» الاستغراقية ، وقيل : لتركيبه مع «لا» تركيبَ خمسة عشر ، وبناؤه على ما ينصب به لو كان معرباً ، فيبنى على الفتح في نحو قول النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا فقرَ أشدّ من الجهل» (١) ، ومنه قوله تعالى : ﴿لاتَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَومَ (يوسف /٩٢) وقول بشير بن جذلم :

٢٠٨ ـ ياأهلَ يثربَ لا مُقامَ لكم بها

قُتِلَ الحسين عليه‌السلام فأدْمُعي مدرارُ (٢)

وعلى الياء في نحو : «لا رجُلينِ» و «لا قائمين» ، وعلى الكسرة في نحو : «لا مُسلماتِ» وكان القياس وجوبها ، ولكنه جاء بالفتح ، وهو الأرجح؛ لأنها الحركة التي يستحقها المركب.

__________________

١ ـ كنز العمال : ١٦/ ح ٤٤١٣٥.

٢ ـ أدب الطف : ١/٦٤.

۲۹۱۱