وحرف معنىً لا محل له ومعناه الخطاب ، وهي اللاحقة لاسم الإشارة ، نحو : «ذلك ، وتلك» وللضمير المنفصل المنصوب في قولهم : «إيّاك وإيّاكما» ونحوهما ، ولبعض أسماء الأفعال ، نحو : «حيهلك ، ورُوَ يدَكَ ، والنّجاءك» ، ولـ «أرأيت» بمعنى «أخبرني» ، نحو : ﴿أرَأيْتَكَ هذَا الّذي كَرَّمْتَ عَلَيّ (الإسراء / ٦٢) فالتاء فاعل والكاف حرف خطاب.

(كأنّ)

كأنّ حرفٌ مركب عند أكثرهم ، قالوا : والأصل في «كأنَّ زيداً أسد» : إنّ زيداً كأسد ، ثم قدم حرف التشبيه اهتماماً به ، ففتحت همزة «إنّ» ؛ لدخول الجار عليه.

والصحيح : أن يُدَّعى أنها بسيطة ، وهو قول بعضهم.

وذكروا لها أربعة معان :

أحدها : ـ وهو الغالب عليها والمتّفق عليه ـ التشبيه كقول أبي الأسود في رثاء أميرالمؤمنين عليه‌السلام :

١٥٩ ـ كأنّ الناس إذ فَقَدوا عليّاً

نعامٌ جال في بلد سنينا (١)

وهذا المعنى أطلقه الجمهور لـ «كأنّ» وزعم جماعة منهم ابن السيد البطليوسيّ أنه لا يكون إلا إذا كان خبرها اسماً جامداً ، نحو : «كأنَّ زيداً أسدٌ» بخلاف «كأنَّ زيداً قائمٌ ، أو في الدار ، أو عندك ، أو يقوم» ، فإنها في ذلك كله للظّنّ.

الثاني : الشك والظن ، وذلك فيما ذكرنا ، وحمل ابن الأنباري عليه : «كأنّكَ

__________________

١ ـ أدب الطف : ١/١٠٥.

۲۹۱۱