قال جماعة : التقدير : ليس شيء مثله : إذ لو لم تُقدّر زائدةً صار المعنى : ليس شيء مثل مثله؛ فيلزم المحال ، وهو إثبات المثل ، وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل ؛ لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانياً ، قاله ابن جنّي.

وقيل : الكاف في الآية غير زائدة ، ثم اختلف؛ فقيل : الزائد «مثل» ، والقول بزيادة الحرف أولى من القول بزيادة الاسم ، بل زيادة الاسم لم تثبت.

وقيل : إن الكاف و «مثلاً» لا زائد منهما ، ثم اختلف؛ فقيل : «مثل» بمعنى الذات ، وقيل : بمعنى الصّفة ، وقيل : الكاف اسم مؤكد بـ «مثل».

وأما الكاف الاسمية الجارة : فمرادفة لـ «مثل» ولا تقع كذلك عند سيبويه والمحققين إلاّ في الضرورة.

وقال كثير منهم الأخفش والفارسي : يجوز في الاختيار ، فجوزوا في نحو : «زيد كالأسد» (١) أن تكون الكاف في موضع رفع ، و «الأسد» مخفوضاً بالإضافة.

ويقع مثل هذا في كتب المعربين كثيراً ، قال الزمخشري في ﴿فَأنْفُخُ فِيهِ (آل عمران / ٤٩) : إن الضمير راجع للكاف من ﴿كَهَيئةِ الطّيْرِ (آل عمران / ٤٩) أي : فأنفخ في ذلك الشيء المماثل فيصير كسائر الطيور ، انتهى.

ووقع مثل ذلك في كلام غيره ، ولو كان كما زعموا لسمع في الكلام مثل : «مررت بكالأسد».

وأما الكاف غير الجارة : فنوعان :

مضمر منصوب أو مجرور ، نحو : ﴿ما وَدّعَكَ رَبُّك (الضحى / ٣).

__________________

١ ـ ولعلّ وجهه : أنّ الكاف في نحو هذا المثال يرادف «مثلاً» وهو اسم بلاريب وحيث لايرادف الحرف الاسمَ كما صرّح به ابن هشام في حرف الواو من مغني اللبيب ؛ فالكاف أيضاً اسم.

۲۹۱۱