رجلا صردا (١) لا يدفئه فراء الحجاز لأنّ دباغها بالقرظ (٢) فكان يبعث الى العراق فيؤتى ممّا قبلكم بالفرو فيلبسه فاذا حضرت الصلاة ألقاه وألقى القميص الذي يليه فكان يسأل عن ذلك فقال : ان أهل العراق يستحلون لباس الجلود الميتة ويزعمون ان دباغه ذكاته» (٣).

ورواية عبد الرحمن بن الحجاج قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : «اني أدخل سوق المسلمين أعني هذا الخلق الذين يدعون الإسلام فاشتري منهم الفراء للتجارة فأقول لصاحبها : أليس هي ذكية؟ فيقول : بلى فهل يصلح لي أن أبيعها على انّها ذكية؟ فقال : لا ، ولكن لا بأس أن تبيعها وتقول قد شرط لي الذي اشتريتها منه انّها ذكية. قلت : وما أفسد ذلك؟ قال : استحلال أهل العراق للميتة وزعموا ان دباغ جلد الميتة ذكاته ثم لم يرضوا ان يكذبوا في ذلك إلاّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (٤).

ولكن يرد الاولى ضعفها الدلالي ـ باعتبار ان القاء الامام عليه‌السلام للفرو فعل وهو مجمل إذ لعل ذلك صدر منه من باب الرجحان دون اللزوم ـ والسندي لاشتمال الطريق على جملة من المجاهيل كما يتضح من خلال المراجعة (٥).

ويرد الثانية ضعفها الدلالي أيضا ـ لأن أقصى ما تدل عليه عدم‌

__________________

(١) الصرد بفتح الصاد وكسر الراء : من يجد البرد سريعا.

(٢) القرظ بالتحريك : ورق السلم يدبغ به الأديم.

(٣) وسائل الشيعة باب ٦١ من أبواب لباس المصلي حديث ٢.

(٤) المصدر السابق باب ٦١ من أبواب النجاسات حديث ٤.

(٥) فان الكليني رواها عن شيخه علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن الحسن بن علي عن محمد بن سليمان الديلمي عن عيثم بن أسلم النجاشي عن أبي بصير. فان الكل مجاهيل ما عدا علي بن محمد وأبي بصير.

۲۰۷۱