انحلها إيّاها في حياته فانّه يحكم بكونها ملكا لها ، وإلاّ فلا حقّ لها.

وفي هذا المجال اعترض أمير المؤمنين عليه‌السلام بأن الزهراء عليها‌السلام ما دامت صاحبة يد على فدك فلما ذا مطالبتها بالبيّنة ، فإن صاحب اليد لا يطالب بالبيّنة.

فقد ورد في احتجاج الطبرسي وشرح المعتزلي (١) : «فقال أبو بكر : هذا في‌ء المسلمين ، فإن أقامت شهودا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعله لها وإلاّ فلا حق لها فيه.

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أبا بكر أتحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين؟

قال : لا.

قال : فإن كان في يد المسلمين شي‌ء يملكونه ثم ادعيت أنا فيه ، من تسأل البيّنة؟

قال : إيّاك أسأل البيّنة.

قال : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما في يدها وقد ملكته في حياة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعده ، ولم تسأل المسلمين بيّنة على ما ادّعوا شهودا ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟

فسكت أبو بكر فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك فانّا لا نقوى على حجّتك، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلاّ فهو في‌ء للمسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه ...».

ان الزهراء عليها‌السلام كانت تعترف بأن فدكا كانت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومع‌

__________________

(١) الاحتجاج ١ : ١٢١ ، وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٧٤.

۲۱۴۱