كلّيّات العناصر والأنواع الأصليّة المادّيّة دائمة الوجود نظرا إلى أنّ عللها مفارقة آبية عن التغيّر».

يدفعه : عدم دليل يدلّ على كون هذه العلل تامّة منحصرة غير متوقّفة في تأثيرها على شرائط ومعدّات مجهولة لنا تختلف معلولاتها باختلافها ، فلا تتشابه الخلقة في أدوارها.

على أنّ القول بالأفلاك والأجرام غير القابلة للتغيّر وغير ذلك ، كانت اصولا موضوعة [مأخوذة] من الهيئة (١) والطبيعيّات القديمتين ، وقد انفسخت (٢) اليوم هذه الآراء.

تمّ الكتاب والحمد الله في سادس محرّم الحرام من سنة ألف

وثلاثمائة وخمس وتسعين من الهجرة النبويّة ،

والصلاة على محمّد وآله.

__________________

ـ الحكماء ، على ما في الملل والنحل ٢ : ١٤٩ ـ ١٥٢. لكن قال صدر المتألّهين : «أنّه افتراء على اولئك السابقين الأوّلين». ثمّ قال : «نعم ، ذهبوا إلى أنّ جوده دائم وفيضه غير منقطع لكن العالم يتجدّد مع الأنفاس». راجع الأسفار ٧ : ٢٨٣.

(١) وما بين المعقوفين ليس في النسخ.

(٢) وفي النسخ : «انفسخ» والصحيح ما أثبتناه.

هذا آخر ما شاء الله من عملي حول كتاب «نهاية الحكمة» من التحقيق والتصحيح والتعليق على بعض عباراته بتعليقات لازمة بعد حذف غير لازمها.

وأرجو من الله تبارك وتعالى أن يجعله هداية لطلّاب الحقيقة ، ووسيلة لهذا العبد الفقير يوم القيامة. والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على خاتم المرسلين محمّد وآله الطاهرين ، لا سيّما الحجّة ابن الحسن العسكريّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.

وقد وقع الفراغ من عمليّتنا الأولى في ٢٧ رجب ١٤١٦ من الهجرة ، ومن عمليّتنا الثانيّة في شوّال ١٤٢٣ من الهجرة.

عباس عليّ الزارعيّ السبزواريّ

۳۳۶۱