بنحو العينيّة أو بنحو العرض (١) ـ كما تبيّن في ما تقدّم (٢) ـ إلّا أن يراد به لوازم المعنى الحقيقيّ وآثاره المتفرّعة عليه توسّعا ، فالرحمة ـ مثلا ـ فيما عندنا تأثّر وانفعال نفسانيّ من مشاهدة مسكين محتاج إلى كمال ، كالعافية والصحّة والبقاء ، ويترتّب عليه أن يرفع الراحم حاجته وفاقته ، فهي صفة محمودة كماليّة ، ويستحيل عليه تعالى التأثّر والانفعال ، فلا يتّصف بحقيقة معناها ، لكن تنتزع من ارتفاع الحاجة والتلبّس بالغنى ـ مثلا ـ أنّها رحمة ، لأنّه من لوازمها. وإذ كان رحمة لها نسبة إليه تعالى اشتقّ منه صفة الرحيم صفة فعل له تعالى ، والأمر على هذا القياس.

والإرادة المنسوبة إليه تعالى منتزعة من مقام الفعل ، إمّا من نفس الفعل الّذي يوجد في الخارج فهو إرادة ثمّ إيجاب ثمّ وجوب ثمّ إيجاد ثمّ وجود ، وإمّا من حضور العلّة التامّة للفعل كما يقال عند مشاهدة جمع الفاعل أسباب الفعل ليفعل : «إنّه يريد كذا فعلا».

__________________

(١) وفي النسخ : «العروض» والصحيح ما أثبتناه.

(٢) راجع الفصل العاشر من هذه المرحلة.

۳۳۶۱