كلام

بمنزلة المدخل لهذه الصناعة (١) :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

إنّا معاشر الناس أشياء موجودة جدّا ، ومعنا أشياء اخر موجودة ربّما فعلت فينا أو انفعلت منّا ، كما أنّا نفعل فيها أو ننفعل منها (٢).

__________________

(١) يبحث فيه عن امور :

الأوّل : أنّ مدركاتنا واقعيّات ذوات آثار واقعيّة.

الثاني : لمّ الفلسفة ووجه الحاجة إليها.

الثالث : طريقة البحث فيها.

الرابع : موضوع الفلسفة.

الخامس : نسبة المحمولات فيها إلى موضوعها.

السادس : تعريف الفلسفة.

(٢) لا يخفى أنّ ظاهر العبارة وإن يوهم أنّ قوله : «كما أنّا نفعل فيها أو ننفعل منها» زائد ، لدلالة قوله : «ربما فعلت فينا أو انفعلت منّا» على انفعالنا منها وفعلنا فيها ، لكنّه لا يبعد أن يريد بالجملة الاولى الفعل والانفعال ، وبالجملة الثانية أن يفعل وأن ينفعل.

والفرق بينهما من وجهين :

الأوّل : ما نقله الحكيم السبزواريّ في تعليقته على شرح المنظومة من أنّ الفعل يطلق على المؤثّر بعد انقطاع تأثيره ، والانفعال يطلق على المتأثّر بعد انقطاع تأثّره. بخلاف (أن يفعل) و (أن ينفعل) ، فإنّهما لا يطلقان إلّا على المؤثّر والمتأثّر حال التأثير والتأثّر. شرح المنظومة (قسم الحكمة) : ١٤٤. ـ

۲۸۳۱