وقد اختلفوا في حقيقته على أقوال خمسة : (أحدها) أنّه هيولى الجسم (١). و (الثاني) أنّه الصورة (٢). و (الثالث) أنّه سطح من جسم يلاقي المتمكّن ، سواء كان حاويا أو محويّا له (٣). و (الرابع) أنّه السطح الباطن من الحاوي المماسّ للسطح الظاهر من المحويّ ، وهو قول المعلّم الأوّل (٤) ، وتبعه الشيخان الفارابيّ (٥) وابن سينا (٦). و (الخامس) أنّه بعد يساوي أقطار الجسم المتمكّن ، فيكون بعدا جوهريّا مجرّدا عن المادّة ، وهو قول أفلاطون (٧) والرواقيّين (٨) ، واختاره المحقّق الطوسيّ (٩) قدس‌سره وصدر المتألّهين (١٠). فهذه أقوال خمسة. (سادسها) قول بعضهم بإنكار المكان (١١).

__________________

(١ و ٢) تعرّض لهما الشيخ الرئيس في الفصل السادس والسابع من المقالة الثانية من الفنّ الأوّل من طبيعيّات الشفاء ، ولم يشر إلى قائلهما. ونسبهما اللاهيجيّ إلى جماعة من الأوائل في شوارق الإلهام : ٣٠٠.

وقال صاحب المواقف ـ بعد التعرّض للقول الأوّل ـ : «وهذا المذهب ينسب إلى أفلاطون. ولعلّه أطلق الهيولى عليه باشتراك اللفظ». راجع كلام الماتن في شرح المواقف : ٢٢٠.

وقال شارح المواقف ـ بعد التعرّض للقول الثاني ـ : «وهذا المذهب أيضا ينسب إلى أفلاطون. قالوا : لمّا ذهب إلى أنّ المكان هو الفضاء والبعد المجرّد سمّاه تارة بالهيولى لما سبق من المناسبة ، واخرى بالصورة لأنّ الجواهر الجسمانيّة قابلة له بنفوذه فيها دون الجواهر المجرّدة». راجع شرح المواقف : ٢٢١.

(٣) تعرّض له أرسطو في كتابه «الطبيعيّات» ، راجع كتاب «طبيعيّات أرسطو» بالفارسيّة : ١٢٧.

(٤) راجع كتاب «طبيعيّات أرسطو» : ١٣٩. ونسب إليه أيضا في شرح الهداية الأثيريّة لصدر المتألّهين : ٧٧ ، والأسفار ٤ : ٤٣.

(٥) نسب إليه في الأسفار ٤ : ٤٣.

(٦) راجع الفصل السادس والتاسع من المقالة الثانية من الفن الأوّل من طبيعيّات الشفاء.

(٧) نسب إليه في شرح المواقف : ٢٢٤. وقال السيّد الداماد : «إنّ البعد المفطور المكانيّ المجرّد قد أبطله أفلاطون بالبراهين ، والشيخ الرئيس نقل ذلك عنه في الشفاء ، وشارحا الإشارات إمام المتشكّكين وخاتم المحقّقين نقلا عنه. ثمّ ينسب فريق من هؤلاء المختلفين إثباته إليه». راجع القبسات : ١٦٤.

(٨) نسب إليهم في الأسفار ٤ : ٤٣ ، وبدائع الحكمة : ١١.

(٩) راجع كلام الماتن في كشف المراد : ١٥٢ ، وشرح التجريد للقوشجيّ : ١٥٦ ، وشوارق الإلهام : ٣٠١.

(١٠) راجع الأسفار ٤ : ٤٣.

(١١) هذا مذهب المتكلّمين. قال الميبديّ في شرح الهداية الأثيريّة : ٦١ : «مذهب الإشراقيّين ـ

۲۸۳۱