لتسلم الياء وإنّما قلبت الواو ياءً [ لأنّ الواو والياء إذا اجتمعتا في كلمة واحدة والاُولى منهما ساكنة ] سواء كانت واواً أو ياءً [ قلبت الواو ياءً واُدغمت الياء في الياء ] وذلك قياس مطّرد عندهم طلباً للخفّة واشترط سكون الاُولى لتدغم واختير الياء لخفّتها وفي كلام المصنّف نظر ، لأنّه ترك شرائط لا بدّ منها وهي : أنّه يجب في الواو إذا كانت الاُولى أن لا يكون بدلاً ليتحرّز به من نحو : سوير تسوير كما تقدّم ، وإن تكونا في الكلمة الواحدة أو ما هو في حكمها كمُسْلميّ والأصل مسلمويَ ليتحرّز عمّا إذا كانتا في كلمتين مستقلّتين نحو : يَغْزُوُ يوماً ، ويَقْضي وَطَراً ، وفي بعض النسخ إذا اجتمعتا في كلمة واحدة وهو الصواب ، وإن لا تكونا في صيغة افعل نحو : اَيوم ، ولا في الأعلام نحو : حياة ، وان لا تكون الياء إذا كانت الاُولى بدلاً من حرف آخر ليتحرّز من نحو : ديوان أصله : دِوْوان فإنّ الواو لا تقلب في مثل هذه الصور ياءً ، وايضاً يجب أن لا تكون الياء للتّصغير إذا لم تكن الواو طرفاً حتّى لا ينتقض بنحو : اُسَيْود وجُدَيْول فإنّه لا يجب القلب بل يجوز لا يقال : إنّ قوله إذا اجتمعتا مهملة وهي لا يجب أن تصدق كليّةً لأنّا نقول : قواعد العلوم يجب أن يكون على وجه تصدق كليّةً وأمّا قولهم : هذا أمر ممضوّ عليه فشاذّ ، والقياس ممضيّ لأنّه من اليائي ، ومنهم من يقول : فى الواويّ ايضاً مغزيّ ومعديّ ومرضيّ بقلب الواوين ياءً لكراهة اجتماع الواوين وعليه قول الشاعر :

لقد عَلِمَتْ عِرْسي مَليكَةُ أنَّني

أنَا اللَّيْثُ مَعْدِيّاً عَلَيْهِ وَعادياً

[ والقياس الواو لكنّ الياء أيضاً كثير فصيح وإن كان مخالفاً للقياس تشبيهاً بنحو : عِتِيّ وجِثِيّ ، وفي مرضيّ أمر آخر وهو اجراؤه مجرى فعله الأصلى أعني رضي فإنّ أصله رضو.

[ وتقول في فعول من الواويّ عَدُوٌّ ] والأصل عَدو و [ ومن اليائي بَغِيّ ]

۶۳۲۱