فابقى الفتحة وضمّ في سَرُوا لأنّه مضموم العين ، وكذا في رضوا لأنّه مكسور العين بعد حذف اللام فقلبت الكسرة ضمّة لتبقى الواو وفي هذا الكلام نظر من وجوه : الأوّل : إنّ قوله وإنّ انضمّ أو كسر ضمّ لا يخلو عن حزازة.

فإنّه إن انضمّ فكيف يضمّ فالعبارة الصحيحة أن يقال : إن انفتح أو انضمّ ابقى وان كسر ضمّ. الثاني : إنّ كلامه هذا يدلّ على أنّه لم ينقل ضمّة الياء الى الضاد بل حذفت ، ثمّ قلبت الكسرة ضمّة حيث قال : وإن كسر ضمّ وقوله [ والأصل : رَضُوا رَضِيُوا ] يعني بعد قلب الواو ياءً إذ الأصل رضووا [ نقلت حركة الياء الى الضاد وحذفت الياء لإلتقاء السّاكنين ] وهما الواو والياء هو صريح في أنّ الضمة نقلت من الياء الى ما قبلها فبين الكلامين تباين. والثالث : إنّ قوله بعد حذف اللام ، الظاهر أنّه متعلّق بقوله اتّصل إذ لا يجوز تعلّقه بقوله إن انفتح ؛ لأنّ معمول الشرط لا يتقدّم عليه.

وكذا معمول ما بعد فاء الجزاء ، ولا يصحّ تعلّقه بقوله اتّصل ؛ لأنّ الإتّصال ليس بعد حذف اللام وإلّا لم يبق لحذفها علّة ، فإنّ علة الحذف إجتماع السّاكنين ، وأحدهما الواو فكيف يكون الإتّصال بعد حذفها وهذا ظاهر ، فالتوجيه أن يقال تقديره : إذا اتّصل إتّصالاً وباقيا بعد حذف اللام.

وهذا التوجيه لو صحّ لاندفع الإعتراض الثاني بأن يقال : المراد بقوله إن انكسر ضمّ أن ينقل ضمّ اللام اليه إذ لا منافاة ، فإنّه إذا نقلت الضمّة اليه صدق أنّه ضمّ ، وكذا الإعتراض الأوّل بأن يقال : إنّه لم يقل وإن ضمّ أبقى تنبيهاً على أنّ هذا الضمّ ليس هو الضمّ الّذي كان في الأصل لأنّه أسكن ، ثمّ نقل ضمّ اللام اليه كما ذكر في رضُوا فنقول أصل : سَرُوا سَرُووا نقلت ضمّة الواو الى ما قبلها فصحّ أنّه ضمّ فاندفع الإعتراضات

۶۳۲۱