الهمزة منقلبة عن الالف المنقلبة ، وفي بحث الإعلال : إنّها منقلبة عن الواو والياء ، فكأنّه قصّر المسافة في بحث الإعلال لما علم ذلك من بحث الإبدال ، ولفظ المصنف يصحّ أن يُحمل على كلّ من الوجهين ، ويكتب الهمزة بصورة الياء لأنّ الهمزة المتحرّكة الساكن ما قبلها تكتب بحرف حركتها ، وقد جاء في الشّواذ حذف هذه الألف دون قلبها همزة ، كقولهم : شاك ، والاصل : شاوك قلبت الواو الفاً وحذفت الالف ووزنه ، قال : وليس المحذوف الف فاعل ؛ لانّ حروف العلّة كثيراً ما تحذف بخلاف العلامة.

قال صاحب الكشّاف : في قوله تعالى : «شَفَا جُرُفٍ هَارٍ» (١) وزنه فعل قصّر عن فاعل ، ونظيره شاك في شاوك وألفه ليست بالف فاعل وإنّما هو عينه وأصله هور وشوك ، وقال في المفصّل : وربّما يحذف العين فيقال شاك والصواب هذا.

ومنهم من يقلب أي يضع العين موضع اللام ، واللام موضع العين ويقول : شاكِوٌ ، ثمّ يعلّه إعلال قاض ٍوجاءٍ كما يذكر ويقول : الشاكي ووزنه فالع ، فعلىٰ هذا تقول : جاءني شاك ، ومررت بشاكٍ بالكسر وحذف الياء فيهما ، ورأيت شاكيا باثبات الياء لخفّة الفتحة ، وعلى الحذف تقول جاءني شاك ، ورأيت شاكاً ، ومررت بشاك بالكسر.

[ و ] اسم الفاعل [ من ] الثلاثي [ المزيد فيه يعتلّ بما أعتلّ به المضارع كمجيب ] والأصل مُجوِب [ ومُسْتَقيمٌ ] والأصل مُسْتَقْوِمٌ [ ومُنْقادٌ ] والأصل منقود [ ومختار ] والأصل مختير ، وإن لم يكن من الأبنية الأربعة لا يعتلّ كما تقدّم [ واسم المفعول من الثلاثي المجرّد يعتلّ بالنقل والحذف : كمصون ومبيع ، والمحذوف واو مفعول عند سيبويه ] لأنّها زائدة والزائد بالحذف أولىٰ ، والأصل : مَصْوُونٌ ومَبْيُوعٌ نقلت حَرَكة

____________________________

(١) التوبة : ١٠٩.

۶۳۲۱