وهذا غير الالف ، وان كانت ساكنة تسمّى حرف اللين لما فيها من اللين لاتّساع مخرجها ، ولانّها تخرج في لين من غير خشونة عن اللّسان وحينئذٍ إن كانت حركات ما قبلها من جنسها بان يكون ما قبل الواو مضموماً والالف مفتوحاً والياء مكسوراً تسمّى حروف المدّ ايضاً لما فيها من اللين مع الإمتداد نحو : قال ويقول وباع ويَبيعُ ، وإلّا تسمّى حروف اللين لا المدّ لانتفائه فيها هذا في الواو والياء ، وامّا الالف فتكون حرف مدّ أبداً وهما تارة يكونان حرفي علّة فقط ، وتارة حرفي لين ايضاً وتارة حرفي مدَّ ايضاً فحروف العلّة اعمّ منهما وحروف اللين اعمّ من حروف المدّ هذا ، ولكنّهم يطلقون على هذه الحروف حروف المدّ واللّين مطلقاً ، والمصنف جرى على ذلك ونقل عن المصنّف في تسميتها حرف المدّ واللين أنّها تخرج في لين من غير كلفة على اللسان وذلك لاتّساع مخرجها ، فإنّ المخرج إذا اتّسع انتشر الصوت وامتدّ ولان ، وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصَلُبَ [ والالف حينئذٍ ] أي حين إذا كان أحد حروف الاُصول من المعتل [ تكون منقلبة عن واو او ياء ] نحو : قال وباع لانّ حروف الاُصول هي حروف الماضي من المجرّد.

وهي من الثلاثي متحرّكة أبدا في الاصل والالف ساكنة فلا يكون أصلاً وأمّا الرباعي فلأنّ حروفه الاُصول تكون متحرّكة إلّا الثاني فلا يجوز أن يكون الثاني ألفا لالتباسه بفاعَلَ من الثلاثي المزيد فيه ولانّه امتنع كونه أصلاً في الثلاثي فحمل عليه الرباعي واحترز بقوله حينئذٍ عن الالف في نحو : قاتَلَ واحْمارّ وتباعَدَ ممّا ليس من حروفه الاُصول ، فإنّها ليست منقبلة بل هي زائدة.

واعلم : أنّ الالف في الافعال كلّها وفي الاسماء المتمكّنة إمّا ان تكون زائدة أو منقلبة بخلاف الاسماء الغير المتمكّنة والحروف نحو : مَتىٰ ومَهما وبلىٰ وعلىٰ وما اشبه ذلك ، فإنّها فيها اصليّة ، واعلم انّ المعتلّ جنس تحته انواع مختلفة الحقائق كمعتلّ الفاء والعين واللام وغير ذلك ، فأشار الى إنحصار

۶۳۲۱