ورفع الجمع بالواو لمناسبة الضمّة ثُمَّ جعلوا جرّ المثنّى والمجموع بالياء وفتحوا ما قبل الياء في المثنّى وكسروه في الجمع فرقاً بينهما ولمّا رأَوا انّه يفتح في بعض الصور في الجمع ايضاً نحو مصطفين فتحوا النّون في الجمع وكسروه في المثنّى ثُمّ جعلوا النصب فيهما تابعاً للجرّ [ ناصِرَة ] للواحدة [ ناصِرَتانِ ] للمثنّى [ ناصرات ] لجماعة الاناث [ ونواصِرُ ] ايضاً لها والاكثران [ يجيء اسم المفعول منه على مفعُول تقول : مَنْصُورٌ مَنْصُورانِ مَنْصُورونَ الى آخره ].

وانّما قال : فالأكثر لأنّهما قد يكونان على غير فاعل ومفعول نحو : ضَرَّابٌ وضَروبٌ ومِضْرابٌ وعَليمٌ ، وحَذِر في اسم الفاعل ونحو : قَتيلٌ وحَلُوبٌ في اسم المفعول وهذا الصفة المشبّهة اسم فاعل عند أهل هذه الصناعة [ وتقول : ] رجُلٌ [ ممرورٌ به ] ورجلان [ مَمرورٌ بهما ] ورجال [ ممرورٌ بهم ] وامرأة [ ممرورٌ بها ] وامرأتان [ ممرورٌ بهما ] ونساء [ ممرورٌ بهنّ ] أي لا يبنى اسم المفعول من اللازم إلّا بعد أن تُعَدّيه إذ ليس له مفعول [ فتثنّى ] انت [ وتجمع وتذكر وتؤنث الضمير فيما ] أي في اسم المفعول الّذي [ يتعدّى بحرف الجرّ لا اسم المفعول ] فلا تقول ممروران بهما ولا ممرورون بهم ولا ممرورة بها ونحو ذلك ؛ لانّ القائم مقام الفاعل لفظاً اعني الجارّ والمجرور من حيث هو هو ليس بمؤنّث ولا مثنّى ولا مجموع.

فلا وجه لتأنيث العامل وتثنيته وجمعه وظاهر كلام صاحب الكشّاف انّ مثل هذا الفاعل يجوز ان يقدّم فيقال : زَيْدٌ بِه ممرور لانّه ذكر في قوله تعالى : «أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» (١) انّ عنه فاعل مسؤولا قدّم عليه [ وفعيل قد يجيء بمعنى الفاعل كالرحيم بمعنى الراحم ] مع المبالغة [ وبمعنى المفعول كالقتيل بمعنى المقتول ] وامثلتهما في التثنية والجمع والتذكير

____________________________

(١) الاسراء : ٣٦.

۶۳۲۱