الثقيلة والخفيفة لأنّ الثقيلة لا تختصّ بفعل الاثنين وجماعة النّساء بل يعمّ الجميع [ وهو ] أي ما يختصّ به [ فعل الاثنين ] وفعل [ جماعة النّساء فهي ] أي النّون الثقيلة [ مكسورة فيه ابداً ] أي في فعل الاثنين وجماعة النّساء فالضمير عائد الى الفعل ويجوز أن يكون عائداً الى ما [ فتقول : اِذهبانِّ للاثنين واذهبْنانِّ للنسوة ] بكسر النون فيهما تشبيهاً لها بنون التثنية لانّها واقعة بعد الالف مثل نون التثنية.

وامّا ما أجازه يونس والكوفيّون من دخول الخفيفة في فعل الاثنين وجماعة النساء باقية على السكون عند يونس ، ومتحرّكة بالكسر عند بعض وقد حمل عليه قوله تعالى : «وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» (١) بتخفيف النون فلا يصلح للتّعويل لمخالفة القياس واستعمال الفصحاءِ ، وهي ليست في تتّبِعان للتّأكيد [ فتدخل ] انت [ الفا بعد نون جمع المؤنث ] كما تقول : اِذْهَبْنانِّ والاصل اِذْهَبْنَنَّ ، فادخلت الفاً بعد نون جمع المؤنّث وقبل النّون الثقيلة [ لتفصل ] تلك الألف [ بين النّونات ] الثلاث نون جمع المؤنث والمدغمة والمدغم فيها واختصّوا الألف لِخفّتها [ ولا تدخلهما ] أي فعل الاثنين وجماعة النساء [ النّون الخفيفة ] لا يقال : اِضْرِبان ولا اضْرِبْنان بالسّكون [ لانّه يلزم ] من دخولهما فيهما [ التقاء السّاكنين على غير حدّه ] وهما الالف والنون وحينئذٍ لو حرّكتها لأخرجتها عن وضعها ولانّها لا تقبل الحركة بدليل حذفها في نحو : اِضْرِب القَوْم والاصل اِضْرِبَنْ دون تحريكها كقول الشاعر :

لا تُهينَ الفقير علّك اَنْ تَر

كَعَ يَوْما والدهر قَدْ رفَعَه

أي لاتهينن والا لوجب ان يقال : لا تهن لأنّه نهي فحذفت النّون لالتقاء الساكنين ولم تتحرّك كما مرّ ولو حذفت الالف من فعل الاثنين لالتبس بفعل

____________________________

(١) الاعراف : ١٤٢.

۶۳۲۱