موضع الحال أو على المفعول له وهذا أولى.

[ واعلم انّه ] الضّمير للشّأن [ اذا اجتمع تاءان في أوّل مضارع تفعّل وتفاعل وتفعلل ] وذلك حال كونه فعل المخاطب أو المخاطبة مطلقاً أو الغائبة المفردة أو المثنّاة إحداهما حرف المضارعة والثّانية التّاء الّتى كانت في أوّل الماضي [ فيجوز اثباتهما ] أي إثبات التّائين لأنّ الإثبات هو الأصل [ نحو : تَتَحَبَّبْ وتَتَدَحْرَجْ وتَتَقاتَل ويجوز حذف إحداهما ] أي إحدى التّائين تخفيفاً لانّه لمّا اجتمع مثلان ولم يمكن الإدغام لرفضهم الابتداء بالساكن حذفوا احدى التائين ليحصل التّخفيف كما تقول انت تَحَبَّبُ وتَقاتَلُ وتَدَحْرَجُ كما ورد [ وفي التّنزيل : «فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ» (١) ] والأصل تتصدّى أي تتعرّض ، ولو كان ماضياً لوجَبَ أن يقال تَصَدّيت لأنّه خطاب [ وناراً تَلَظّىٰ ] أي تَتَلهّبَ والأصل تَتَلظّىٰ ، ولو كان فعل الماضي لوجب ان يقال تلظّت لانّه مؤنّث [ وتَنَزَّلُ الملائكة ] والأصل تتنزّل واختلف في المحذوف ، فذهب البصريّون : الى أنّه هو الثّانية لأنّ الاُولى حرف المضارعة وحذفها مخلّ ، وقيل : الاُولى لأنّ الثانية للمطاوعة وحذفها مخلّ ، والوجه هو الأوّل لأنّ رعاية كونه مضارعاً أولى ، ولأنّ الثقل إنّما يحصل عند الثانية ، وانّما قال مضارع : تفعّل وتفاعل وتَفَعْلل بلفظ المبنيّ للفاعل للتّنبيه على انّ الحذف لا يجوز في المبنيّ للمفعول أصلاً لأنّه خلاف الاصل فلا يرتكب إلّا في الأقوىٰ وهو المبنيّ للفاعل ، ولانّه من هذه الأبواب اكثر استعمالاً من المبنيّ للمفعول فالتّخفيف به أوْلىٰ ، ولانّه لو حذفت التّاء الاُولى المضمومة لالتبس بالمبنيّ للفاعل المحذوف عنه التّاء لأنّ الفارق هو التّاء المضمومة ، ولو حذفت الثّانية لالتبس بالمبنيّ للمفعول من المضارع فعّل وفاعل وفعلل [ واعلم ] أنّه [ متىٰ كان فاء

____________________________

(١) عبس : ٦.

۶۳۲۱