فينافي البناء ، فلهذا لم يحذف نون جماعة المؤنّث واذا أجرى على المضارع المجزوم [ فإن كان ما بعد حرف المضارعة متحرّكاً ] كَتُدَحْرِجُ [ فتسقط ] انت [ منه ] أي من المضارع [ حرف المضارعة ] ليفرّق من المضارع [ وتأتي ] انت [ بصورة الباقي ] بعد حذف حرف المضارعة مجزوماً ، وفي هذا اللّفظ حزازة لأنّ صورة الباقي ليست بمجزومة بل مثل المجزوم فالتّوجيه أن يقال : حذف المضاف وهو أداة التّشبيه تنبيهاً على المبالغة والأصل مثل المجزوم ، ومثل هذا كثير في الكلام أو يقال : المجزوم بمعنىٰ المعامل معاملة المجزوم مجازاً ويجعل مجزوماً مفعول تأتي والباء لغير التّعدية أي تأتي مجزوماً يكون بصورة الباقي فيكون من باب القلب ، والمعنىٰ تأتي الباقي بصورة المجزوم ولم يقل مجزومة لأنّه حال من الباقي أو لأنّه وصف الفعل مقدّرا أي حال كونها فعلاً مجزوماً على أحد التّأويلين ، فإذا حذفت حرف المضارعة وعاملت آخره معاملة المجزوم.

[ فتقول في الأمر ] الحاضر : [ من تُدَحْرِجُ دَحْرِج دَحْرِجا دَحْرجُوا دَحْرِجى دَحْرِجا دَحْرِجْنَ ] وقد يستعمل لفظ الجمع للواحد في موضع التعظيم والتّفخيم كقول الشاعر :

ألا فَارْحَموني يا إله محمّد

فإن لم أكن أهلاً فانت لَهُ أهْلٌ

[ وهكذا ] تقول : في كلّ ما يكون بعد حرف المضارعة منه متحرّكاً [ نحو : قاتِلْ وفرِّح وتكسَّرْ وتَباعَدْ وتَدَحْرج ] وإنّما اشتقّ من المضارع لأنّ الماضي لا يؤمر به فلا مناسبة بينهما [ وإن كان ] ما بعد حرف المضارعة [ ساكنا ] كما في تنصُرُ [ فتحذف منه حرف المضارعة وتأتي بصورة الباقي مجزوماً ] حال كون هذا الباقي [ مزيداً في أوّله همزة وصل مكسورة ] أمّا زيادتها فلدفع الإبتداء بالسّاكن وأمّا تخصيصها بالزيادة دون

۶۳۲۱