المحتاج الى التّكميل على الفاضل المكمّل عقلا وسمعا. أمّا عقلا فظاهر اذ يقبح فى الشّاهد أن يجعل مبتدئا فى الفقه مقدّما على ابن عباس وغيره من الفقهاء ، ويجعل مبتدئا فى المنطق مقدّما على ارسطو ، ومبتدئا فى النّحو مقدّما على سيبويه والخليل ، وكذا فى كل فنّ من الفنون. وامّا سمعا فما اشار إليه سبحانه فى الآية المذكورة وغيرها.

قال : الخامس ، يجب أن يكون منزّها عن دناءة الآباء وعهر الأمّهات ، وعن رذائل الخلقيّة والعيوب الخلقيّة لما فى ذلك من النّقص فيسقط محلّه من القلوب ، والمطلوب خلافه.

اقول : لما كان المطلوب من الخلق هو الانقياد التّامّ للنبىّ واقبال القلوب عليه ، وجب أن يكون متّصفا بأوصاف المحامد من كمال العقل والذّكاء والفطنة وعدم السّهو وقوة الرّأى والشّهامة والنّجدة والعفو والشّجاعة والكرم والسّخاوة والجود والإيثار والغيرة والرّأفة والرّحمة والتواضع واللّين وغير ذلك ، وأن يكون منزّها عن كلّ ما يوجب التنفير عنه ، وذلك إمّا بالنّسبة إلى الخارج عنه فكما فى دناءة الآباء وعهر الأمّهات وإمّا بالنسبة إليه ، فإمّا فى أحواله فكما فى الأكل على الطّريق ومجالسة الأراذل ، وان يكون حائكا او حجّاما او زبّالا او غير ذلك من الصّنائع الرّذيلة ، وإمّا فى أخلاقه فكالحقد والجهل والخمود والحسد والفظاظة والغلظة والبخل والجبن والجنون والحرص على الدّنيا والإقبال عليها ومراعات أهلها ومعافاتهم فى أوامر الله وغير ذلك من الرّذائل. وإمّا فى طباعه فكالبرص والجذام والجنون والبكم والبله والأبنة ، لما فى ذلك كلّه من النّقص الموجب لسقوط محلّه من القلوب.

قال : الفصل السّادس : فى الامامة وفيه مباحث :

الأوّل ، الإمامة رئاسة عامّة فى أمور الدّنيا والدّين لشخص من الأشخاص نيابة عن النّبيّ. وهى واجبة عقلا ، لأنّ الإمامة لطف

۲۹۲