المقاربة ، وهي أفعال وضعت لدنوّ الخبر رجاءً أو حصولاً أو أخذاً فيه وهذه هي الأربعة المذكورة في الكتاب ، واُلْحِقَ بها أخَذَ ، وجَعَلَ ، وطَفِقَ. عملها كعمل كان أي ترفع الاسم وتنصب الخبر لكن خبر عسى يجب أن يكون فعلاً مضارعاً دخل عليه «أنْ» لأنّ عسى لمقاربة الاستقبال ، وأنْ ممّا يختصّ به المضارع المشترك بين الاستقبال والحال بالاستقبال ، ويكون عسى حينئذٍ بمعنى قارَبَ والخبر في تأويل المصدر نحو : عسى زَيدٌ أنْ يَخْرجَ أي قارب زيد الخروج وقد يقع «أنْ» مع الفعل المضارع فاعلاً لعسى ويقتصر حينئذٍ عليه فلا يذكر لها خبر إذ لا يحتاج إلى الخبر بل يكون بمعنى قرب نحو : عسى أنْ يَخْرُجَ زيدٌ أي قَرُبَ خروجه.

قال : وخبر البواقي الفعل المضارع بغير أنْ نحو : كاد زيدٌ يَخْرجُ.

أقول : هذا ظاهر وهنا زيادة في بعض النسخ ونسخة الأصل ما كتبناه ولا مزيد عليها ، وحاصل تلك الزيادة أنّه يجوز تشبيه كاد بعسى في دخول أنْ على خبرها نحو : كاد زيدٌ أنْ يخرجَ ، وفي وقوع أنْ مع الفعل المضارع فاعلاً لها نحو : كادَ أنْ يخرُجَ زيدٌ. ويجوز أيضاً تشبيه عسىٰ بكادَ في جواز حذف أنْ مِنْ خبرها نحو : عسى زيدٌ يخرجُ. وإنّ كَرَبَ على وزن نَصَرَ ، وأوْشَكَ مثل كاد في الاستعمال نحو : كَرَبَ زيد يفعل ، وأوشك زيد يقول.

واعلم أنَّ أخَذَ ، وجَعَلَ ، وطَفِقَ مثل كاد في الاستعمال فيقال : أخَذَ وجَعَلَ وطَفِقَ زيدٌ يقُولُ.

قال : فعلا المدح والذمّ وهما : نعْمَ ، وبئسَ ، يدخلان على اسمين مرفوعين أوّلهما يسمّى الفاعل والثاني المخصوص بالمدح أو الذمّ نحو : نعم الرجُلُ

۵۶۷۴۴۱