الأربع من الياء نحو : يفعل ، أو التاء نحو : تفعل ، أو الهمزة نحو : أفعل ، أو النون نحو : نفعل ، ويسمّى هذه الحروف حروف المضارعة أي المشابهة لأنّ الفعل بسببها يشبه الاسم كما سيجيء ولذلك سمّي مضارعاً. وإنّما اختصّت الزيادة بهذه الحروف لأنّ بعضها من حروف اللين وهو الياء ، وبعضها قريب المخرج منها وهي الهمزة فإنّها قريب المخرج من الألف ، وبعضها تبدل منها وهي التاء لأنّها تبدل من الواو نحو : تراث في وراث بمعنى الميراث ، وبعضها يشبهها في سهولة التلفّظ وهي النون فإنّ غنّتها تشبه حرف اللين.

واعلم أنّ الاعتقاب والتعاقب بين الشيئين أي يجيء أحدهما عقيب الآخر فمعناهما في الحروف أن لا يجوز خلوّ الكلمة عن جميعها ، ولا يوجد أكثر من واحد فيها والزوائد الأربع كذلك فإنّ المضارع لا يجوز أن يخلو عنها ولا أن يجتمع فيه أكثر من واحد منها.

قال : ويشترك فيه الحاضر والمستقبل إلّا إذا دخله اللام أو سوف.

أقول : يشترك في المضارع الحاضر والمستقبل أي يصلح كليهما نحو : يفعل زيد ، فإنّه يحتمل أن يفعل الآن أو غداً إلّا إذا دخل المضارع لام الابتداء فإنّه حينئذٍ يختصّ بالحاضر نحو : زيد لَيقُومُ أي الآن ، أو دخله سوف فإنّه حينئذٍ يختصّ بالمستقبل نحو : زيد سوف يقوم ، أي غداً ، ونحوه ، وكذا إذا دخله السين نحو : زيد سَيَقوم ، وإنّما لم يذكرها استغناء باُختها عنها ، وهذا المعنى أعني العموم والخصوص هو الّذي يضارع به المضارع أي يشبه الاسم فإنّ الاسم أيضاً يحتمل العموم والخصوص كرجل والرجل.

قال : ويعرب بالرفع والنصب والجزم.

۵۶۷۴۴۱